توفي يوم أمس العملاق الإعلامي الحسين الحياني، وبفقدانه رحل ذلك الصوت الذي طالما ارتبط في أذهان المغاربة بأجمل لحظات الرياضة، والصوت الذي نقل لنا شغفه وحبه الكبير لهذه اللعبة.
وبدأ الحسين الحياني، رحلته الإعلامية التي دامت طوال أكثر من 47 سنة في الصحافة المكتوبة بمجلة الإذاعة الوطنية الأسبوعية ”صوت المغرب”سنة 1961، ومنها انتقل إلى قسم الرياضة بالإذاعة الوطنية سنة 1962.
لقد فقد الإعلام الرياضي اليوم أيقونة من أيقونات الإعلام الرياضي المغربي والعربي، رجلًا امتلك موهبة فريدة في نقل الحدث الرياضي، وقدرة خارقة على تحليل المباريات وتوقع نتائجها. بصوته الرخيم وأسلوبه السلس، كان الحسين الحياني أكثر من مجرد معلق رياضي، بل كان صديقًا لكل محبي الرياضة.
فلم يكن الأستاذ الحياني مجرد صوت، بل كان شخصية تتمتع بمجموعة من القيم والمبادئ النبيلة. لقد كان مثالاً للإخلاص والتفاني في عمله، وكان يتمتع بروح رياضية عالية واحترام كبير لجميع الفرق واللاعبين.
ترك الأستاذ الحياني بصمة واضحة في تاريخ الإعلام الرياضي المغربي. فقد علق على أهم البطولات والمباريات، وقدم برامج رياضية ناجحة حققت نجاحًا كبيرًا. وكان له دور كبير في نشر الثقافة الرياضية وتعريف الأجيال الشابة بأهمية الرياضة وأشرف على عدد من الجرائد ونشر كتب ذات ارتباط بالرياضة.
وقد نعت أسرة الفقيد ، رحيل الحياني من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” ونشرت له رسالة كان قد خطها قبل وفاته جاء فيها : “حانت ساعة الرحيل، وأنا سعيد بذلك، وسأكون عريس السعادة لو فاح التسامح بيني وبين من ظلمته ولو بالجرح الخفيف، وأنا حرصت على هذا المطلب بكل قواي قبل أن ارحل، والرحيل عن الدنيا طائر في عنقي وعنق كافة خلق الله، منذ أراد الله أن تكون لنا دنيا لها نهاية، هي الانتقال إلى الآخرة، رفقا بنا حتى نستوعب الدرس الذي تجاهله طغياننا المادي والهمجي”.
بهذا فرحيله خسارة كبيرة للأمة الرياضية والإعلامية المغربية. فقد فقدت صوتًا مميزًا، وقامة شامخة، ورجلًا ترك بصمة لا تمحى في قلوب عشاق الرياضة المغربية وجمهوره.