يشهد المشهد الرياضي المغربي حاليًا تفاوتًا واضحًا في التعامل الإعلامي والإداري بين الرياضيين الأولمبيين ونظرائهم البارالمبيين. ففي الوقت الذي حظي فيه الأولمبيون بتغطية إعلامية واسعة وجوائز مالية قيمة للمتوجين بإحدى الميداليات، يعاني الأبطال المغاربة البارالمبيون من إهمال ملحوظ، مما يثير العديد من التساؤلات حول أسباب هذا التفاوت وكيفية معالجته.
لقد أثبت الرياضيون البارالمبيون المغاربة مرارًا وتكرارًا قدرتهم على تحقيق إنجازات رياضية بارزة على المستوى الدولي، متجاوزين بذلك كل التحديات التي تواجههم. ومع ذلك، فإن هذا الإنجاز لا يجد التقدير الكافي على المستوى الوطني. فغياب التغطية الإعلامية الشاملة لهذه البطولات، وتقليل أهمية الإنجازات المحققة، يرسل رسالة سلبية لهذه الفئة من الرياضيين، ويقلل من حماسهم وعزيمتهم.
وهده مؤشرات على أنه لا يزال هناك نقص في الوعي بأهمية الرياضة البارالمبية ودورها في دمج الأشخاص ذوي الإعاقات في المجتمع.
فرغم معاناة الرياضيين البارالمبيين من نقص في الدعم المادي واللوجستي مقارنة بالرياضيين الأولمبيين، فإنهم تمكنوا إلى هذه اللحظة من تحقيق الفوز بسبعة ميداليات في بارالمبياد باريس 2024 ، وذلك بعد برونزيات العداء أيمن الحداوي في سباق 100م لفئة ت 47، وأيوب أدويش في وزن أقل من 63 كلغ لفئة ك 44، ورجاء أقرماش في وزن أكثر من 65 كلغ للفئة ذاتها في رياضة الباراتايكوندو وسعيدة عمودي في دفع الجلة لفئة ف 34، وفضيات
العداءة فاطمة الزهراء الإدريسي في سباق 1500م لفئة (ت 13) وعبد الاله كاني في دفع الجلة.و يسرى كريم في رمي القرص لفئة ف 41 .
فان هذا الإهمال قد يؤدي إلى إحباط و تراجع الحافز لدى هؤلاء الرياضيين البارالمبيين، مما قد يدفعهم إلى التخلي عن ممارسة الرياضة. وبالتالي يتراجع ويتدهور المستوى الرياضي للبارالمبيين المغاربة على المدى الطويل ويخفت حضورهم في المحافل القارية والدولية . كما يعكس صورة سلبية عن المغرب على المستوى الدولي، حيث يظهر عدم اهتمام الدولة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقات.