بدأت ما يسمى بـ “محاكمة القرن” لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي، الذي يواجه اتهامات بمخالفات مالية تتعلق بقواعد اللعب المالي النظيف. ويتهم النادي بانتهاك اللوائح المالية 115 مرة، بما في ذلك تقديم معلومات مالية مضللة وعدم الإفصاح الكامل عن رواتب اللاعبين والمدربين.
وتحدثت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن القضية بالتفصيل، في مقال نشرته، جاء فيه: في الموسم الماضي، تم خصم نقاط من ناديي إيفرتون ونوتنغهام فورست بسبب مخالفتهما لقواعد أرباح الدوري، وفي آخر 7 سنوات فاز سيتي بـ 6 ألقاب. لذلك، إذا أدين سيتي، فلا أحد يستطيع منع أندية الدوري الإنجليزي الممتاز من المطالبة بالتعويضات.
وأضاقة الصحيفة البريطانية: “منذ استحواذ مجموعة أبو ظبي على النادي الإنجليزي في عام 2008، بدأ في إنفاق الأموال والتعاقد مع لاعبين كبار، لذلك بدأ التحقيق منذ تلك الفترة في جميع الوثائق. وفي حال إدانة الفريق بانتهاك القواعد المالية، فسيؤثر ذلك حتماً على العلاقة بين المملكة المتحدة والإمارات. وستعقد لجنة التحقيق اجتماعاتها في لندن وقد تستغرق 10 أسابيع، ولا يتوقع صدور الحكم قبل عام 2025، ومن المؤكد تقريباً أن مانشستر سيتي سيتقدم باستئناف في حال الإدانة. ومن بين التهم الـ115، تتعلق 80 بانتهاكات للوائح بين عامي 2009 و2018، بينما تتعلق 35 تهمة أخرى بالفشل في التعامل مع تحقيقات الدوري الإنجليزي الممتاز”.
وتتعلق الشكوك المحيطة بنادي مانشستر سيتي بتسريب وثائق سرية نشرتها مجلة “دير شبيجل” الألمانية في عام 2018، والتي كشفت عن رسائل إلكترونية داخلية بين مسؤولي النادي. وتشير الوثائق إلى أن النادي بالغ في تضخيم عائدات الرعاية من شركات مثل طيران الاتحاد المملوكة لحكومة أبو ظبي واتصالات، من خلال إخفاء الاستثمارات المباشرة من مجموعة أبو ظبي وتقديمها كدخل للنادي. وأظهرت الوثائق أيضًا أن مدرب الفريق السابق روبرتو مانشيني، الذي أدار النادي من 2009 إلى 2013، تلقى مدفوعات غير رسمية عبر رسوم استشارية من نادٍ آخر في أبو ظبي. ويُعتقد أن جزءًا كبيرًا من راتبه تم دفعه سراً من خلال عقد استشاري وهمي. وتستمر التحقيقات في هذه الادعاءات، حيث يشتبه في أن رعاة النادي قدموا جزءًا صغيرًا فقط من مدفوعاتهم مباشرة للنادي، بينما جاءت الغالبية العظمى من مدفوعاتهم من الشيخ منصور نفسه.
من حهته دافع مانشستر سيتي بالفعل عن نفسه في عام 2020، متجنبًا الاستبعاد من دوري أبطال أوروبا. وفي ذلك الوقت، وجدت محكمة التحكيم الرياضية أن جميع الاتهامات الموجهة إلى النادي الإنجليزي كانت خارج الحد القانوني المحدد بخمس سنوات للملاحقة القضائية.
من جانبه، علق المدرب الإسباني بيب جوارديولا على هذا الأمر قائلاً: أعرف ما يتوقعه الناس من هذه القضية وما يريدون سماعه. كل الأشخاص في النادي أبرياء حتى تثبت إدانتهم وسنرى ما سيحدث.
واختتمت الصحيفة:” إذا تمت إدانة النادي ومعاقبته، فقد ينتهي عصر المدرب الإسباني المخضرم، وقد يرحل معظم النجوم الكبار مثل هالاند ودي بروين وفودين وغيرهم عن الفريق”.
فالأيام المقبلة حبلى بالكشف عن مدى تورط نادي ماتشيستر سيتي من عدمه .كما يتطلع محبو السيتي إلى إنهاء هذه الزوبعة حتى يتسنى للاعبين التركيز على مبارياتهم .