لم يكن أشد المتفائلين يعتقد يوما أن كرة القدم الوطنية ستصل إلى ما وصلت إليه من نتائج وإنجازات، بعد تولي فوزي لقجع، رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لا لشيء إلا لأن من سبقوه عجزوا عن ذلك، حتى أصبح يخيل للجميع أن تحقيق انجاز كروي لأحد المنتخبات الوطنية ضرب من الخيال.
ولأن كرة القدم لا تعرف المستحيل، ولأن لابن مدينة بركان، شخصية تختلف عن سابقيها، فقد نجح فيما لم يكن أحد يتوقع أن نصل إليه من إنجازات قارية، على صعيد المنتخبات والأندية، إذ لم يكتف لقجع بقيادة بركان من “الحمري” إلى اعتلاء منصات التتويج قاريا، بل قاد معه كرة القدم الوطنية إلى العالمية، وجعل المنتخب الوطني رابعا بكأس العالم، بينما كانت منتخبات مثل البرازيل والبرتغال واسبانيا، قد عادوا إلى بلدانهم، لمشاهدة زملاء حكيمي وبونو يصنعون التاريخ بقطر 2022.
كتب فوزي لقجع، بغيرته الكبيرة ووطنيته الصادقة، تاريخا جديدا لكرة القدم الوطنية، بل ملأ خزينتها بألقاب كثيرة، وانجازات تاريخية، ليؤكد بالملموس أنه الرجل المناسب في المكان المناسب، وأن مسؤولية فعل وعمل، لا قول بلا عمل.
من كان يظن أن يحقق المنتخب الوطني إنجازا تاريخيا بكأس العالم، ومن كان يظن أن يحتل الأولمبيون المركز الثالث في الألعاب الأولمبية، بل من كان يظن أن تصل كرة القدم النسوية إلى العالمية، وتتأهل إلى ثمن نهائي في مجموعة أقصي منها حامل اللقب المنتخب الألماني، دون الحديث عن لقب كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة، وأقل من 17 سنة، و”الفوت صال وما أدراك ما الفوت صال”، لقد أصبح لدينا بدعم كبير وإصرار من لقجع منتخبا عالميا ينافس البرازيل وإسبانيا والبرتغال.
أما عن الأندية الوطنية فقائمة الألقاب طويلة، تسيد الوداد القارة الإفريقية لعشر سنوات، ونجح الرجاء في عز أزمته وبدعم من الجامعة في التتويج بالكاف مرتين، والبطولة العربية والسوبر، أما نهضة بركان فتلك قصة نجاح لا مثيل لها.
نجاح لم يكن وليد الصدفة أو لحظة عابرة، بل ثقافة رسخها لقجع بإصراره على مواصلة النجاح وطنيا وقاريا ودوليا، إذ لم يقتصر همه على نيل الألقاب، بل وفر لها بيئة احترافية لذلك، وساهم في إحياء الملاعب الوطنية من جديد بكسوها بعشب طبيعي، بعد أن قتلها العشب الاصطناعي، وأعد مركزا يعد الأفضل في القارة ومن بين الأفضل في العالم، كل هذا لتجد المنتخبات والأندية بنيات تحتية رياضية جيدة تساعدها على مواصلة التألق والنجاح، فضل عن متحف كبير يؤرخ للفترات الزاهية لكرة القدم الوطنية، ويعرف الأجيال القادم بنجوم تركوا بصمتهم في الساحة الرياضية.
مسؤولياته الكبيرة، وحساسية مناصبه التي يتقلدها لم تمنعه من جعل المغرب عاصمة قارية، وقبلة لكل المنتخبات الإفريقية، بل قبلة للاتحاد الدولي الذي اختار فتح فرع له في المغرب، معززا بذلك السياسة الملكية الحكيمة التي وضعت المغرب في قلب إفريقيا، وبوأته مكانة خاصة.
ويبقى للقجع وهو يقود كرة القدم نحن التألق والإنجازات التاريخية، فضل كبير في تغيير قانون بالاتحاد الإفريقي لمنع الطريق على “المرتزقة” لعضويته، والمشاركة في المنافسات الإفريقية، جنبا إلى جنب مع المنتخبات الوطنية، وهو قرار تاريخي صادق عليه الاتحاد الإفريقي بالإجماع، ليؤكد قوة الرجل إفريقيا ومكانته داخل “الكاف”.
ولأن لكل مجتهد نصيب، فقد حقق المغرب في عهد فوزي لقجع حلما طال انتظاره لأزيد من عقود من الزمن، ونجح بفضل ما نسجه من علاقات قوية، في حصول المغرب على شرف تنظيم كأس العالم 2030، إلى جانب دول إسبانيا والبرتغال، ليكون ذلك ثمرة لمجهود سنوات من تقلده للمسؤولية، وتقديره لها.
خلاصة القول..لقجع عنوان للنجاح، وفخر أن يكون لكرة القدم الوطنية من يقودها نحو التألق والإنجازات التاريخية.