قالت نزهة بدوان ،رئيسة جمعية “المرأة، إنجازات وقيم” إن اللجنة المنظمة لسباق النصر النسوي على الطريق (8 كلم) ،المقرر تنظيمه يوم 15 مارس المقبل،باشرت عملها منذ مدة وأنها لن تدخر أي جهد من أجل توفير كل مقومات النجاح للنسخة ال13 التي ستقام، كما في الدورات السابقة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأوضحت بدوان، بطلة العالم مرتين في مسابقة 400 م حواجز ، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الاستعدادات جارية على قدم وساق لضمان نجاح هذه النسخة، التي ستنظم تحت الشعار المألوف “نجري علاش قديت” على كل المستويات، سواء من حيث نوعية وكثافة المشاركة النسائية أو الجوانب التنظيمية والترفيهية، أو نوعية ضيوف الشرف، وذلك بفضل تظافر جهود كافة شركاء الجمعية، وفي مقدمتهم مصالح ولاية جهة الرباط سلا القنيطرة والعشرات من المتطوعين والمتطوعات.
وأكدت بدوان، حرص اللجنة المنظمة على مرور المشاركات في السباق عبر بعض الشوارع الرئيسية وأبرز المآثر التاريخية للعاصمة نظرا لرمزيتها ،وبالتالي فإن هذه التظاهرة الرياضية النسوية تساهم نوعا ما في تقريب المجتمع المدني من تراثه وحثه على صيانته.
وبينت أن النسخة الحالية، على غرار الدورات السالفة، ستعرق مشاركة نسائية مكثفة من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية من مؤسسات تعليمية والتكوين المهني والتعاون الوطني، وجمعيات رياضية وثقافية و عضوات من النادي الدبلوماسي لعقيلات السفراء المعتمدين بالرباط، والأجنبيات المقيمات بالمغرب وخاصة من القارة الإفريقية، فضلا عن عداءات من الأولمبياد الخاص المغربي ومؤسسة لالة أسماء للأطفال والشبان الصم، وصحفيات رياضيات، إلى جانب عداءات متمرسات ضمن صفوف عدد من الأندية الرياضية، وعشرات النسوة يمثلن مناطق زارتها القافلة الوطنية للرياضة للجميع.
وذكرت نزهة بدوان بأن الدورة العاشرة من سباق النصر عام 2017 كانت قد اكتست صبغة إفريقية باعتبار المشاركة الإفريقية الوازنة فيها، وهي الدورة التي سجلت رقما قياسيا من حيث عدد المشاركات الذي بلغ سقف32 ألف.
وسجلت أنه رغم حفاظه على طابعه الوطني الصرف، أخذ سباق النصر مكانته ضمن كبريات التظاهرات الرياضية النسائية في العالم على غرار سباق “لاباريزيان” النسوي الشهير في فرنسا، وما فتئ إشعاعه الدولي يمتد دورة بعد أخرى.
وأضافت بدوان، أنه تكريسا لثقافة الاعتراف، وكما دأبت جمعية “المرأة، إنجازات وقيم”على ذلك منذ عدة دورات، سيتم تكريم بعض رموز الرياضة الوطنية والإعلام الرياضي “لقناعتي بأن الإعلام الرياضي شريك استراتيجي للنهوض بالمنظومة الرياضية. وكما يقال الإعلام والرياضة جناحان لطائر واحد”.
وشددت على أن الجمعية تركز على البعد المجتمعي للرياضة، التي أصبحت دستوريا من الحقوق الأساسية للإنسان، من خلال تشجيع مختلف شرائح المجتمع على ممارسة الرياضة والنشاط البدني وإشاعة وترسيخ مفهومها كأسلوب حياة وثقافة يومية لخلق مجتمع ينعم بعقول سليمة في أجسام سليمة.
وأوضحت في هذا السياق أن الهدف المتوخى من السباق، الذي كانت انطلاقته عام 2006 من مدينة تمارة، قبل نقله إلى شارع النصر بالرباط، يكمن بالدرجة الأولى في تحسيس المرأة بأهمية ممارسة الرياضة باعتبارها وسيلة تساعد على الاندماج الاجتماعي والمهني وتشجيعها على الانخراط في الحركة الرياضية الوطنية بصفة عامة والمساهمة في النهوض بالرياضة النسائية بصفة خاصة.
وقالت “لقد سعينا في الجمعية جاهدين إلى النهوض بالممارسة الرياضية وجعلها أسلوب حياة فزرنا قرى ومداشر حتى في أبعد نقاط ،كما زرنا الملاجئ ودور العجزة والأيتام ورسمنا البسمة على شفاه الأطفال المتخلى عنهم، من ضمنهم أطفال ينحدرون من بلدان جنوب الصحراء، ومراكز حماية الطفولة وأخرجنا نزيلات ونزلاء المؤسسات السجنية وخاصة الأحداث منهم، من زنازنهم لممارسة الرياضة خارج الأسوار، وبالتالي فإن “أنشطتنا تلامس المجالات الرياضية والاجتماعية والتربوية والإنسانية”.
وسجلت ،بدوان بأن أنشطة الجمعية وخاصة القوافل الوطنية للرياضة للجميع أصبحت مثار اهتمام وإعجاب حتى خارج المغرب، حيث عبرت جمعيات ومؤسسات تنشط في الحقل الرياضي عن رغبتها في الاستفادة من التجربة المغربية، معتبرة إياها ” مصدر إلهام”.
وذكرت في هذا الصدد بأن جمعية” المرأة ،إنجازات وقيم ” كانت قد دشنت موسمها الرياضي 2019-2020 يوم 4 أكتوبر الماضي بتنظيم “سباق المرح ” بمنتزه الحسن الثاني بالرباط، والذي تميز بمشاركة صاحبة السمو الملكي الأميرة ماري ولية عهد الدانمارك ،إلى جانب مئات التلميذات والتلاميذ من عدة مؤسسات تعليمية بعاصمة المملكة، ووفدين أردني وتونسي، “ما يشكل تشريفا لنا ومصدر فخر واعتزاز”.
وفي سياق متصل أشارت نزهة بدوان، إلى أن مؤطرين من الأردن وتونس واكبوا القافلة الوطنية للرياضة للجميع خلال جولتها عام 2018 بأقاليم آسا- الزاك وطاطا وكلميم وسيدي إفني، وفي الشهر الماضي بإقليم تازة حيث ساهموا إلى جانب نظرائهم المغاربة في تنشيط ورشاتها، معتبرين أن التجربة المغربية “فريدة من نوعها” وأن الفلسفة التي تنبني عليها القافلة” نموذج يقتدى به”.
كما تعمل الجمعية على إحياء الألعاب والرياضات الشعبية التقليدية بمختلف الجهات التي تحط بها القافلة الوطنية للرياضة للجميع الرحال باعتبارها موروثا لاماديا ينبغي تثمينه والمحافظة عليه.