هو المدرب الأكثر إثارة للجدل بتصريحاته، وأينما حل يصنع الحدث بلكنته المغربية الممزوجة بالفرنسية، هو الذي كان “الاستثناء” داخل المستطيل الأخضر بعدما التحق به في سن متأخرة مختلفا عن بقية نجوم الساحرة المستديرة العالمية…إنه وليد الركراكي المدافع الوسيم الذي تميز بلمسة تدريبية استثنائية داخل سماء الدوري الاحترافي.
وليد الركراكي..المدافع الأنيق كرويا، يمتلك رؤية خاصة به في التعامل مع المستطيل الأخضر، ولمسة سحرية خاصة لإدارة غرفة ملابس أي فريق بحنكة والتأقلم بسهولة مع اللاعبين.
“الجوهرة الشمالية” المولود في عام 1975، في مدينة كوربي إيسون الفرنسية، شمالي الأصل تحديدا من الفنيدق وأب لطفلين من أم جزائرية.
بداية مسيرة وليد الركراكي مع كرة القدم كانت في مرحلة متأخرة من حياته، بعدما استهل مشواره الكروي في بداية السن ال22، بعد اكتشاف موهبته من قبل المدرب رودي غارسيا، الذي حمل ألوان فريقه كوربي إيسون في أول محطة له، وهي ما نتج عنها صداقة ثمينة بينهما إلى حدود كتابة هذه الأسطر.
المهووس ب”البلوغرانا” وعاشق أداء ليو ميسي، اختار نادي راسينغ دوباري كثاني محطاته قبل أن ينتقل إلى تولوز الفرنسي ليسطع نجمه ويضع له مكانا بين النجوم، لعب بين الدوريين الفرنسي والإسباني ورغم ما عناه خلال مشواره، إلا أنه لقب بالمدافع الأنيق وكان جديرا بالتنافسية.
في المنجز الأخر الذي كمل شخصية الركراكي الكروية كان المنتخب الوطني، حيث تلقى دعوة ليصبح أسدا من أسود الأطلس عام 2001، ليكشر عن أنيابه من أجل حمل قميصه رسميا عام 2004، إذ اختير في أول مشاركة له في نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم في تونس، كأحسن ظهير أيمن في البطولة، وحل رفقة أسود الأطلس وصيفا لنسور قرطاج، ليكسب عطف ودفء المغاربة.
وبعد خطفه قلوب المغاربة بجديته وتفانيه، وتميزه بأناقته وتواضعه، قرر الركراكي اقتحام عالم التدريب بعد التحاقه ببعثة المنتخب الوطني عام 2012، ليس كلاعب بل كمساعد للناخب الوطني رشيد الطاوسي الذي ساعده في مهامه التدريبية لسنة كاملة قبل أن يظهر على شاشة “بي إن سبورت” كمحلل رياضي لها.
وليد الركراكي اللاعب لا يختلف كثيرا عن المدرب، فقد أدارة نادي الفتح الرياضي بذكاء، جعل جميع اللاعبين يرغبون في المشاركة بفاعلية، إذ في أول تجربة تدريبية له قاد النادي الرباطي إلى التتويج بكأس العرش ونافس على البطولات المحلية والافريقية بلاعبين شباب، منحهم الثقة وجعل منهم أبطالا في بداية المشوار، بالإضافة إلى تتويجه بلقب أفضل مدرب لعام 2015.
رحلة صاحب ال45 عاما، الاستثنائية داخل وخارج المستطيل الأخضر، كانت تركب بساط الغموض والجدل بالإضافة إلى القليل من الغطرسة، فخرجاته الإعلامية جعلته موقف انتقاد من العديد من الأشخاص فمنهم من يعتبرها مستفزة وآخرون يعتبرونها جريئة، علما أن الأطر والمدربون التي تشتغل رفقته، تشهد له أنه يحارب إلى أن يصل إلى مبتغاه كما أنه المدرب الصديق للاعبين ويمنح العطف والفرص للاعبين الشباب، سلاحه الروح القتالية ومبدئه الانتصار.
طموح وإصرار المدرب الأنيق وليد الركراكي، يستمر الان مع فريقه الجديد الوداد الرياضي، بعد التحاقه إلى القلعة الحمراء خلفا للتونسي البنزرتي، موجها رسالة مقتضبة للأنصار الودادية مؤكدا على التنافسية والقتالية من أجل الألقاب المحلية والافريقية، فربما يسطع نجمه مجددا بسماء إفريقيا.