عبدالرزاق مصباح –
على إمتداد مجريات النزال الذي جمع ليلة الخميس، بين المنتخب المغربي ومنافسه المنتخب السوداني . لم يتسلل طيلة مجريات المباراة ، ذاك الخيط الرفيع من الإطمئنان والإرتياح لدى المشاهد المغربي وهو يرى منتخبه الوطني في أول خروج له برسم الإقصائيات المؤهلة للمونديال القادم.
المنتخب المغربي الذي كان من المنتظر أن يمنحنا بروفة مقنعة عبر نهج تكتيكي يربك الخصوم ويرسل الإشارات الكفيلة التي تمكنه من السير بثبات نحو أولا إيجاد تشكيل مثالي ونموذجي لمواجهة طواحين الإقصائيات وثانيا نحو إيجاد لغة مشتركة ومتناغمة بين خطوطه تعمل وفق ماهو مرسوم لها من طرف واضع إستراتجية اللعب عبر أهداف محددة سلفا.
لكن ، كل الأسئلة التي كانت مطروحة منذ مجيئ المدرب البوسني في 2019 مازالت و ظلت قائمة. إذ ورغم أن المنتخب السوداني الذي يمكن أن ندخله ضمن المنتخبات المتواجدة في المستوى الثالث أو الرابع من قيمة العطاء وجودته داخل القارة السمراء . إلا أنه شكل سدا صعب التجاوز والمراس . بالنظر إلى الإرتباك الذي عبر عنه المنتخب المغربي سواء عبر فشله المستمر في صناعة العمليات ومن تم الإختراق أوسواء في التحكم في مجريات هذه المباراة التي تشبه كثيرا في صفاتها وألوانها المباريات الودية. بل حتى الأهداف المسجلة تشبه كثيرا طريقة وأداء ، درجة العطاء العام للمنتخب في هذه المباراة.
ارتكبت العناصر المغربية الكثير من الأخطاء الإملائية ، وتحديدا في التمريرات الخاطئة حتى أنها سجلت أرقاما قياسيا , مما أضاع الكثير من فرص البناء والتحكم في مفاصل المباراة التي كادت أن تكون نتائجها كارثية لو تمكن السودانيون من تحيقيق الإمتياز في ثلاث مناسبات واضحة ولولا تواجد حارس من حجم ياسين بونو.
المنتخب السوداني ورغم أنه كان يبحث عن أقل الخسائر في هذه المباراة من باب الإعتقاد أنه ينازل منتخبا كان حاضرا في المونديال الأخير. إلا انه إستطاع أن يطور أداؤه عبر مجريات النزال كما استطاع أن يفرض شخصيته بإعتماده أحيانا على التدخلات العنيفة والمخيفة إعتقادا منه أن المحترفين المغاربة يخافون على أرجلهم وتحديدا في بداية موسم كروي جديد في الدوريات الأوروبية، مع تساهل مفرط من حكم المباراة الذي قدم بشأنه السودانيون إعتراضا مما خلق له إرتباكا ملموسا في العديد من محطات هذه المباراة . وبذلك أستطاع لاعبو السودان أن ينهوا اللقاء بهذه النتيجة الخفيفة والثقيلة في ذات الوقت في ميزان السباق نحو التأهل إلى الأدوار القادمة.
مهما يكن من أمر، فالمنتخب المغربي انتزع الثلاث نقط لكنه لم ينتزع الإقناع . بالنظر إلى التكتيك والنهج واللغة الكروية المثقلة بالإرتباك وعدم الحسم في أسماء لم تجد لها مكانا ضمن المنتخب رغم إصرار البوسني على إستدعائها رغم أن الدوري المغربي يتوفر على قامات أفضل. وسنكون مع المنتظرين في اللقاء الثاني برسم هذه الإقصائيات الذي سيجمعه أمام منتخب غينيا الاثنين المقبل الموافق ل6 شتنبر.