-زياد محمد-
هو ينحدر من مدينة سيدي بنور، ويبلغ من العمر 22 سنة، يقطن حاليا بالدارالبيضاء. خطف الأضواء في الألعاب البارالمبية، التي احتضنتها العاصمة اليابانية طوكيو، مابين 24 غشت الماضي و5 شتنبرالجاري. وسجل تميزه بشكل لافت مع المنتخب الوطني بتسجيله لعدد من الأهداف وتألقه في جميع المباريات، مما مكنه من التتويج بأفضل هداف في البطولة بتوقيعه على 8 أهداف. الحديث هنا عن نجم منتخب المغرب للكرة الخماسية للمكفوفين زهير سنيسلة.
زهير سنيسلة، الذي ساهم بشكل كبير في قيادة المنتخب الوطني للمكفوفين لاحراز الميدالية النحاسية، لم يولد كفيفا، بل أصبح كذلك وهو في عمر ثمان سنوات، إذ تعرض لحادث عرضي وهو يلعب رفقة أحد أقرانه، الأخير ضربه بعصا على مستوى العين، فأصيب بعدها بالعمى.
وهو يحكي قصته يقول:” كنت ألعب بجوار المنزل مع بعض الأطفال، فقام أحدهم دون أن يقصد فضربني بعصا على مستوى العين، فشعرت بارتفاع في درجة الحرارة بجسمي، فتم نقلي إلى مستشفى 20 غشت بالدارالبيضاء، هناك رقدت لمدة شهر، فغادرت المستشفى وأنا كفيف لا أرى.”
وبعدها يضيف:” تأقلمت مع الوضع، والتحقت بالمنظمة العلوية للمكفوفين وضعاف البصر، حيث واصلت الدراسة.”
زهير سنيسلة، المزداد في25 يناير 1999، هو اليوم متزوج وأب لطفلة. وعن قصة زواجه من جميلة الكرطومي، يقول:” بالنسبة موضوع الزواج لم يكن مطروحا، ولكن عندما التقيت بجميلة بمقر المنظمة العلوية للمكفوفين، لأنها هي الأخرى تعاني من ضعف البصر، بادرت لربط علاقة صداقة معها. وتطورت إلى أن فتحت معي هي موضوع الزواج، رغم أنني عاطل عن العمل.”
ورغم معارضة أسرة زوجته للزواج بسبب الفقر وعدم وجود دخل قار لبناء عش الزوجية، إلا أن رفيقة دربه أقنعت والدتها، المطلقة، لتتزوج من زهير. وتحقق لهما ذلك وهما اليوم يعيشان مع والدة زوجته ورزقهما الله بطفلة.
وعن علاقته بكرة القدم الخماسية، فقد ارتبط بها وعمره عشر سنوات، وواصل ممارستها داخل الجامعة الملكية المغربية للمكفوفين، وفي سنة 2014 انضم للمنتخب المغربي لكرة القدم الخماسية. وتوج معه بأربعة القاب لكاس أمم افريقيا، آخرها بنيجيريا. وشارك مع المنتخب في نسختي كأس العالم 2014 و2018.
وفي الألعاب البارالمبية، تعد دورة طوكيو ثان مشاركة له بعد دورة ريودجنيرو بالبرازيل عام 2016.
سنيسلة، الذي ظل في جميع خرجاته الإعلامية، يؤكد على ضرورة الاهتمام أكثر بعناصر المنتخب المغربي للمكفوفين، أشار في إحدى تصريحاته أن مسؤولي المنتخب الياباني، بمناسبة لقاء ودي معهم سنة 2019، تفاجأوا عندما علموا أن المستوى الفني المتميز للمنتخب المغربي لا تقف وراءه تحضيرات جيدة ولا إمكانيات في المستوى وإنما مجهودات شخصية للاعبين ودعم متواضع للجامعة، حسب ما تتوصل به من الجهات الوصية على الرياضة بالمغرب.
سنيسلة، الذي توج هدافا لدورة طوكيو بثمانية أهداف، قال في تصريح سابق لـ”أنفو سبور”: إن العناصر الوطنية كان بإمكانها التنافس إما على الميدالية الذهبية أو الفضية، لكن ظروف التحضير القبلي لم يساعد على ذلك”. وأكد أنه في حال توفير جميع الظروف والامكانيات اللازمة فإن المنتخب المغربي قادر على إحراز ذهبية دورة باريس البارلمبية، التي ستقام صيف 2024.