أضحت المملكة المغربية بامتياز الوجهة المفضلة لعدد من المنتخبات الإفريقية لكرة القدم لخوض مبارياتها الإقصائية المؤهلة لمونديال قطر 2020 ، بعدما تعذر عليها استقبال منافسيها بميادينها بقرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم والكونفدرالية الافريقية للعبة لعدم مطابقتها لمعايير الجودة والسلامة المحددة في دفاتر التحملات.
وهكذا، اختارت سبع منتخبات قارية المغرب كقبلة لإجراء مبارياتها، بالنظر للجودة العالية التي تتميز بها البنيات التحتية الرياضية، والتجهيزات اللوجستيكية و المنشآت الفندقية ذات المواصفات العالمية المتوفرة بالمملكة، حيث وقع اختيار هذه المنتخبات على مدن الرباط ، مراكش، أكادير، الدار البيضاء وطنجة لإستضافة لقاءاتها،ويتعلق الأمر بمالي ، غينيا كوناكري، غينيا بيساو، بوركينافاسو، موزمبيق ، جيبوتي والسودان.
وستشهد الفترة ما بين 6 و12 أكتوبر الجاري، احتضان الميادين المغربية ثماني مباريات تهم هذه التصفيات، مع ما يتطلبه الأمر من توفير ملاعب خاصة بالتداريب وفنادق الإقامة.
وسيحتضن مجمع الأمير مولاي عبد الله في الرباط، مباراة غينيا والسودان (يوم 9 أكتوبرالجاري)، وستدور المواجهة بين جيبوتي وبوركينافاصو ذهابا وإيابا (يومي 8 و11 أكتوبر ) بملعب مراكش الكبير ، على أن تجرى مباراة مالي وكينيا (يوم 7 أكتوبر ) بملعب أدرار في أكادير، ومباراة موزمبيق والكاميرون بملعب طنجة الكبير (يوم 11 أكتوبر ).
أما بخصوص مباريات المنتخب الوطني المغربي، فقد تقرر أن تجرى مباراة أسود الأطلس ضد غينيا بيساو يوم 6 أكتوبر بمجمع الأمير مولاي عبدالله بالرباط ، على أن يلاقي زملاء اشرف حكيمي ،يوم 9 أكتوبر الجاري ، نفس المنتخب، بالمركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء.
أما المباراة المؤجلة عن الجولة الثانية أمام غينيا، فستقام بمجمع الأمير مولاي عبدالله بالرباط يوم 12 أكتوبر الجاري.
و يحمل الاقبال المكثف للمنتخبات الإفريقية على وجهة المغرب في طياته الكثير من الدلالات العميقة لعل أبرزها أن المغرب أصبح بلدا رائدا على المستوى الإفريقي من حيث جودة وتطور البنية التحتية الرياضية، وهو ما أكده رئيس الكاف، باتريس موتسيبي، خلال زيارته الأخيرة للمملكة “نراهن على خبرة المغرب في العمل على تطوير البنية التحتية في الدول الافريقية وتوفير ملاعب ومرافق تحترم جميع الشروط والمعايير”.
علاوة على ذلك، فاحتضان المملكة لهذا الزخم غير المسبوق والكم الهائل من المباريات الإفريقية يعد مصدر فخر واعتزاز بالمكانة التي يحظى بها المغرب، وتقديرا لمختلف المجهودات المبذولة في سبيل الارتقاء بكرة القدم على مختلف الأصعدة والمستويات، بالنظر لما تحظى به هذه الرياضة عموما و كرة القدم على وجه من اهتمام متزايد لدى فئة الشباب وما تلعبه من أدوار مجتمعية فاعلة ومؤثرة.
ثم إن هذا الاختيار يجد مرجعيته أيضا في الثقة الكبيرة التي تضعها دول هذه المنتخبات في المغرب كقاعدة خلفية للمساعدة على رفع التحديات باعتبار أن السلطات المغربية توفر لتظاهرات من هذا القبيل كل ظروف النجاح والاشعاع، انطلاقا من التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تعميق وتعزيز التعاون الافريقي البين، وتكريسا لمبدأ الاعتماد المتبادل الذي يؤمن به المغرب في علاقاته مع بلدان القارة السمراء.
فإقبال سبع منتخبات قارية على اختيار ملاعب المملكة كموطن لاجراء مبارياتها التصفوية يعكس ،بما لا يدع مجالا للشك، اجماعا افريقيا على أن المغرب اضحى رقما صعبا قاريا ، ودليلا آخر على المدى الذي بلغته الخبرة المغربية في مجال تنظيم كبريات التظاهرات، وكلها عوامل تجعل المملكة تتطلع إلى احتلال المكانة اللائقة بها على المستوى العالمي، وتطمح إلى تنظيم كأس العالم .
ويبرهن استعداد وقبول المغرب باحتضان هذه المباريات كلها في ظرف وجيز أيضا على التزام المملكة الصادق وانخراطها الجدي في كل المبادرات التضامنية إلى جانب الأشقاء الأفارقة. كما يعكس ذلك قوة الروابط بينها ودول القارة السمراء ، التي أصبحت تعتبر المغرب قاعدة ارتكازها الاستراتيجي على خطوط التماس مع العالمين الأوروبي والأمريكي وبوابتها لولوج المجالين المتوسطي والشرق اوسطي.