انفجار الموهبتين المغربيتين إلياس أخوماش (ذي 17 ربيعا) وعبد الصمد الزلزولي (ذي 19 ربيعا) مع “إف سي برشلونة” في ديربي برشلونة ضد “الإسبانيول”، يدل على أن مغاربة العالم “مشاتل” طبيعية للجواهر والمواهب الكروية، لا نختلف كثيرا عن المواهب البرازيلية والأرجنتينية، وليست بينا وبينهم فوارق كبيرة.
لكن الهوة الواسعة في الجانب السيكولوجي ودرجة الانتماء. وهذا ما نلاحظه في الضغط الممارس على أخوماش بدرجة كبرى للعب بألوان قميص “الماتادور” الإسباني، ومساومته للعب في منتخب لويس إنريكي كشرط للعب أساسيا مع “البارصا”، هذا ما تنقله التقارير الإخبارية، كما حدث لمنير حدادي الذي مورس عليه الضغط نفسه، وانهزم أمام الإغراءات ولم يلعب إلا دقائق معدودة مع المنتخب الإسباني، ثم أهمل اللاعب. لاعبون مغاربة كثيرون مع منتخبات أوربية عاشوا المصير نفسه.
ليونيل ميسي تدرج في جميع الفئات ب”لاماسيا”، لكنه اختار نداء الأصل والجذور واللعب بألوان قميص “الطانغو” الأرجنتيني. لاعبون كثر من البرازيل والأوروغواي والشيلي، لا يتعرضون للإرهاب الإعلامي الذي تتعرض له المواهب المغربية، حتى أولياء أمورهم يلعبون دورا حاسما في حسم أبنائهم في قرار لعبهم مع منتخبات بلدان إقاماتهم، القليل من المغاربة الذين لا يخضعون إلى الإغراءات والتهديدات ونجحوا في الانتصار لهوياتهم، ولم يساوموا الوطن: حجي، الشماخ، حكيمي، زياش، واستافدوا من حسن اختيارهم وتلبيتهم لنداء الوطن.