رحلة الرجاء الى قطر كانت منحوسة بكل المقاييس فلا كأس السوبر الافريقي أثثت خزينة الأخضر، ولا مناعة اللاعبين جعلتهم في معزل من اوميكرون.
شد النهائي الانفاس، وزهقت من أجله الأرواح داخل أحياء البيضاء المنسية ليعود الفريق الاخضر أدراج الرياح وشبح عدوى كورونا يطوف فوق الرؤوس بعدما تأكدت إيجابية اللاعب الناهري هناك بقطر، لتتناسل عديد الأسئلة من خالط ؟..مع من تقاسم العناق؟ كل شيء ممكن..لتكثر الشكوك عن عدوى الإصابة.
حطت الطائرة في رحلتها الخاصة جدا كما تداولت عديد الوسائل الإعلامية بمطار محمد الخامس، نزل اللاعبون والخوف باد عليهم. تركوا خلفهم الكأس للأهلي لكن وجدوا أمامهم هواجس كورونا المتحور ومن استمع لمداخلة الابراهيمي الناطق الرسمي للرجاء لموقع انفو سبور سيستشعر حالة الفريق عندما وطئت أقدامهم ارض الوطن. مروا من جميع الحواجز قبل أن يجدوا في آخر المطاف القوات العمومية بكل أشكالها وأطيافها. ولا حديث سوى جمل تصم الآذان ..بصيغة الأمر .لا وجهة لكم غير الفندق المعلوم لقضاء أيام الحجر الصحي. كانت الصدمة بعدم إبلاغهم بهذا الاجراء ليتوجهوا مستسلمين لقرارات الداخلية.
انخرطت بعدها الجهات المعنية بأخذ عينات الفحص السريع ولتتأكد المخاوف بثبوت حالتين إيجابيتين في انتظار التأكد النهائي من سلامة الاخرين.
بينما الفريق بكل مكوناته يعيش حالة من الرعب والعزلة وبحسب المثل الشائع أن المصائب لا تأتي فرادى نزل عليهم القرار الذي تمت حياكته ليناسب كورونا في كل متحوراتها. الاثتين لابد من النسور ان يواجهوا العساكر في مؤجل الجولة14 سباق الجامعة ورهانات مسؤوليها الذين يخططون وكلهم عزيمة في إظهار حنكتهم أنهم قادرون على مواجهة كورونا.. خططوا وسطروا بلاغا بكلمات محسوبة لا رجعة في موعد المواجهة.
الم يكفهم ما يعيشه الرجاء .ألم يضعوا أنفسهم في مكان من يواجهون الوباء. هل الوقت مناسب للحديث أن كورونا قوة قاهرة ام لا. ألم يقلبوا القنوات العالمية والدوريات الكبرى التي تلغي المواجهات بين انديتها بسبب المتحور السريع الانتشار. ألم يكن من المعقول التضحية بجولة لضمان استمرار باقي الجولات.
وتواصل هذا المسلسل بعدما تدخلت الصحة والداخلية على الخط فأعلنت الجامعة تنازلها عن إلزام الرجاء باللعب. وقبل أن تهدأ النفوس تحركت الجيوش الإليكترونية وأحيت ما فات عندما فرضت العصبة على العساكر لعب مباراتهم الأولى أمام حد السوالم على الرغم من الرهان الافريقي الذي كان ينتظر الجيش الملكي امام بازل البنيني. هنا طفى على السطح مبدأ الكيل بمكيالين. هكذا جعلت جامعة الكرة الساحة كأنها سجالات ما لم يتحقق على الرقعة الخضراء يتواصل بالبلاغات والبلاغات المضادة.
لتجد العصبة نفسها في مأزق آخر لا تحسد عليه وتعاجل بكتابة بلاغ توضيحي عله يعالج ما سبق ويعيد العقول الطائرة إلى صوابها.. الإلغاء خارج عن إرادتنا.. والظروف الصحية هي السبب.. أليسوا هم الأصحاء ليروا الفيروس التاجي محلقا فوق رؤوس بعثة الرجاء.
اليوم ونحن نعيش هذه الحالة يتجلى امامنا مشهد قاتم لواقع الكرة. العالم يعيش حالة من الرعب من اوميكرون المتحور عن كورونا والمغرب جزء من هذا الكون. والسياسة الملكية بحكمتها تكون دائما سباقة في اتخاذ القرارات الاستباقية لحماية شعب لا يريد العودة إلى الاغلاق مرة أخرى. فلماذا لا يكون للعصبة قرارات استباقية عوض التحدث بلغة البلاغات والقوانين حتى يفهم أنها تستعمل سياسة الكيل بمكيالين.. صحة متولي وأحداد والناهري وسلامة فريق الجيش الملكي اولى لنا من مؤجل…يمكن أن يلعب ولو بعد الكان.
احمد بلعربي