صادق أمين
التعادل الأخير للرجاء الرياضي ضد المغرب الفاسي في آخر أنفاس اللقاء، كان النقطة التي أفاضت الكأس و جعلت الجماهير الرجاوية تنتفض في وجه الرئيس أنيس محفوظ ومكتبه المسير، خاصة أنهم باتوا يلقبونه بصاحب “المدرب العالمي“، ويطالبونه بفك الارتباط مع البلجيكي مارك ويلموتس في أقرب وقت و بضرورة جلب انتدابات وازنة تليق بقيمة النادي و تساعده في الاستحقاقات القادمة أو التنحي عن الرئاسة.
أنيس محفوظ حصل على 59 بالمئة من أصوات منخرطي الرجاء الرياضي، في لحظة ديمقراطية في الجمع العام الذي كان في ليلة ال 27 أكتوبر 2021، ليخلف جواد الأندلسي، ويكون الرئيس رقم 22 في تاريخ النادي الأخضر.
أنيس محفوظ الذي نال حصة الأسد من أصوات المنخرطين، لم يحظ بنفس الثقة عند الجماهير منذ الوهلة الأولى، بسبب خلفيات متعددة و مواقف سابقة جعلت منه شخصا لا يؤتمن على مستقبل الفريق، رغم مناداته في العديد من الخرجات بضرورة تصحيح الأوضاع و وعوده في مشروعه المستقبلي، بتقوية الفريق الأول كأهم أولوياته، بدء ا بهيكلة تقنية شاملة، تبدأ بالإدارة التقنية والإدارية، مرورا بتكوين فريق تنافسي قادر على المنافسة على الواجهة المحلية والقارية.
مشروع الرئيس الحالي ارتكز على تدعيم الفريق و الرفع من عائدات الرعاية والاستشهار، ممنيا النفس بانفراج في ملف عودة الجماهير إلى الملاعب، في ظرفية تتميز بجائحة “كورونا“، لم يقص بعد شريط مشروعه التصحيحي ولم ينفذ كلمة واحدة من وعوده حتى الآن.
كانت أولى قرارات أنيس محفوظ إقالة المدرب لسعد الشابي، رغم النتائج المميزة التي حققها التونسي رفقة النسور، حيث أنه لطالما نادى و وعد بجلب مدرب عالمي بمستوى يليق بقيمة و مكانة الرجاء خلال مشروع ترشيحه، قبل أن يتأكد الجميع وبما لا يدعو للشك أنه جلب مدربا عاديا دون المستوى، جلس عاطلا منذ عام 2019، قبل أن يأتي رئيس الرجاء ليخرجه من دوامة البطالة.
الرئيس محفوظ أغضب مكونات الرجاء في العديد من المناسبات بسبب “قصوحية الراس” و قراراته الغريبة و المنفردة و نقضه لوعوده الانتخابية و فشله في وضع بصمة “إيجابية” على الفريق منذ توليه رئاسة العالمي.
بجلبه لمدرب وصفه الجمهور الرياضي عامة، و الرجاوي خاصة، بالفاشل والمحدود والذي لم يقدم أي إضافة للفريق الأخضر في 5 مباريات، بل ضيع لقبا سهلا أمام الأهلي المصري، بسبب اختياراته الغريبة و سوء تدبيره لأطوار المباراة، وضع أنيس نفسه في فوهة البركان كونه المسؤول الأول عن ما يقع داخل البيت الأخضر.
محفوظ واصل تعنته و تشبثه بالمدرب “العالمي” رغم النتائج السلبية التي حققها، وأقفل هاتفه في وجه أعضاء المكتب المسير للنادي، الذين يحاولون التواصل من أجل إنقاذ ما يمكن انقاذه و إيجاد حلول مستعجلة للوضعية التي يعاني منها النسور.
الجماهير الرجاوية تلوم محفوظ على سوء تدبيره لرحلة السوبر في قطر والتي حملت معها سوء مضاعفا، بضياع اللقب و تحول الرجاء إلى بؤرة وبائية بسبب التسيب الذي عرفه معسكر الرجاء، وتبعات ومخلفات الوضعية الحالية للرجاء على مشوار البطولة الوطنية.
أنيس محفوظ، وضع نفسه في ورطة كبيرة، بعدما لم يف بوعوده التي لوح بها يوم انتخابه رئيسا للفريق الأخضر، وباع الوهم لكل عشاق الرجاء، بعدما أكد في إحدى خرجاته أن المكتب المسير الحالي في جعبته مليار سنتيم سيبدأ بها مشروعه!! مبلغ مالي مهم تنتظر الجماهير الرجاوية أن ترى استغلاله على أرض الواقع، خاصة أن الميركاتو على الأبواب، وهي التي تمنى النفس بانتدابات وازنة و تليق بقيمة و اسم الرجاء و تتماشى مع الاستحقاقات المستقبلة للكتيبة الخضراء.
إلى حدود كتابة هذه السطور، أنيس محفوظ لم يقدم شيئا للرجاء و أمامه فرصة أخيرة في الميركاتو الشتوي لتصحيح الأوضاع و انتداب أسماء وازنة وتعزيز التركيبة البشرية للنسور قبل انطلاق المحك الحقيقي المتمثل في دور مجموعات دوري أبطال إفريقيا.
الرجاء عانى طويلا قبل أن يخرج من أزمة عصفت به لسنوات و أبعدته عن مكانته الطبيعية استقرار تسييرى و رياضي يساعده على تحقيق انجازات و ألقاب كبيرة، فهل تعلم محفوظ من دروس المكاتب السابقة أم أنه سيواصل في تهوره و تعنته في قيادة سفينة الرجاء إلى مستقبل مجهول ؟