في عالم الرياضة يكون التنافس على جميع المستويات لتحقيق الفوز، السباق مع الدقائق حتى لا تنفذ ولا يتحقق المراد الذي يتطلع إليه الجمهور والفريق في آن واحد، لكن شاءت الأقدار أن يطفو على الساحة خبر ريان ابن الخمس سنوات الذي هوى في بئر بعمق 31 مترا لينطلق سباق آخر مع الثواني والألسن تلهج بعبارة واحدة ( يجب إنقاذ ريان)
انتشر خبر سقوط الصغير كالهشيم في نار حامية، كل العالم نشر صوته والأمواج البشرية تتقاطر لحد الساعة على قرية إغران في منطقة تمورت بالشاون شمال البلاد.
ريان الصغير كان علامة فارقة في أن يتناسى المغاربة خيبة إفريقيا ليجتمعوا على إحساس واحد رؤية ريان وهو ينتشل من بئر حفر ولا أحد اهتم بوضع علامات من حجر حتى لا يسقط من خانه البصر.
الأنفاس محبوسة كما لو أنها تتابع مباراة في كرة القدم، والأبصار شاخصة على ذلك الجب الذي يبدو في أبشع صورة رغم ما فيه من ماء يحتاجه سكان المنطقة المعزولين عن عالمنا. صورة البئر تغيرت لأن في أحشائه الصغير ريان يصارع الموت، تحمل ساعات حتى أضحت أيام وأنفاسه لازالت تداعب رئتاه كأنه يقول إلى من يهمه الأمر ( أريد أن أعيش، فلتتحرك آلاتكم ولتفتحوا لي نفقا، فأنا مشتاق إلى حضن أمي وألعابي التي صنعتها من أغصان أشجار منزلنا تنتظرني حتى أسحبها بخيط لا زال في جيبي…)
إشارات الأمل نعيشها، وقلب ريان ينبض لحد الآن، وتلك الصور التي تناقلتها المواقع وهو يحرك رأسه بنظرات تقول كل شيء…أنقذوا ريان حتى لا يبقى وصمة عار على جبين من صرفوا أموالا طائلة على رياضات لم توزع غير الأسى والخيبة أنقذوه حتى لا يبقى ريان وصمة عار على كل درهم عوض أن نوفر به تجهيزات الإنقاذ…نثرناه على ألقاب انتظرناها ولم تصل بعد…الوقت أمامكم…لكن الوقت الذي يحتاجه ريان يساوي حياة…
خير ما نختم به المقال دعوة يرددها كل المغاربة على وسائل التواصل الاجتماعي اللهم كما أنجيت يونس من بطن الحوت ويوسف من البئر أنزل رحمتك على ريان فهي الباقية التي لا تزول…