لندن- فؤاد البهجة
الصراع الذي خاضه وحيد خليلوزيتش مع حكيم زياش منذ آخر مشاركة له مع الأسود في يونيو من العام الماضي شكل مادة للبحث والتمحيص في الدوائر الكروية الانجليزية. الصحافة الرياضية الانجليزية توقفت كثيرا عند اتهامات اللاعب المغربي للمدرب بالكذب والافتراء وعند ما صرح به وحيد قبل ذلك من أنه لن يستدعي زياش حتى لو كان اسمه ليونيل ميسي.
وأعرب كتاب صحافيون عن استغرابهم لموقف المدرب البوسني لزياش الذي يعيش أوج عطائه الكروي في واحد من أكبر الدوريات على الإطلاق، وقللوا من شأن أي خلافات جانبية. وتأتي هذه التساؤلات بينما فرض مدرب فريق ويستهام عقوبات مالية صارمة على لاعب الفريق الفرنسي كورت زوما بعد تسريب شريط له وهو يقوم بتعذيب قطة. وسجل إجماع كبير في صفوف النادي إدارة وجمهورا من هذا التصرف ، لكن النادي لم يمنعه من المشاركة في المباراة الموالية واعتبر المدرب أن دوره يكمن في تحقيق الفوز بأفضل العناصر المتاحة له.
وكان الصراع بين زياش وخليلوزيتش قد شكل في البداية مصدر ارتياح غير معلن لدى أوساط كروية منها على الخصوص ناديه تشيلسي والمدرب توماس توخيل، لكنه سرعان ما تحول إلى مصدر قلق لما قد يكون له من تأثير نفسي على صانع ألعاب تشيلسي الذي أصبح ورقة من الأوراق الرابحة للمدرب الألماني بعد بداية صعبة لم يكن فيها حبل المودة كبيرا بينه وبين الهداف المغربي القادم من أياكس أمستردام الهولندي.
واعتبرت صحف محلية هنا بينها الديلي ستار أن النجم المغربي تعرض لضغط مزدوج خلال الموسم الحالي، حيث كان عليه أيضا أن يثبت لادارة تشيلسي أن مكانه لم يكن في دكة البدلاء وأن باستطاعته قلب الموازين في مباريات مصيرية، وهو ما تطلب منه عناء وجهدا كبيرا، أعطى ثماره في الجانب المتعلق بالفريق اللندني لكنه لم يثمر في الجانب الآخر بعد إعلان زياش اعتزال اللعب دوليا قبل أيام في أبو ظبي.
قراءات متأنية اعتبرت أن التوقيت له دلالاته، فبينما يمضي تشيلسي نحو الظفر بكأس العالم للأندية في موسم ما زال يلعب فيه النادي اللندني على لقب الدوري الانجليزي الممتاز مع الغريمين مانشيستر سيتي وليفربول، يعيش المدرب وحيد خليلوزيتش تحت تأثير ضغط مزدوج. فمن جهة ما زال الشارع الرياضي في المغرب ساخطا على أداء أسود الأطلس بعد خروجهم من ربع نهائي كأس أمم إفريقيا أمام الفراعنة، تسود حالة من الترقب بخصوص تأهل المنتخب المغربي لنهائيات كأس العالم في قطر وإن كان يبدو على الورق أن الأمر بان شبه محسوم.
ويرى متابعون أن حسم ورقة التأهل لمونديال قطر قد تؤجل النقاش الدائر في الأروقة الرياضية المغربية لبعض الوقت لكن الأسئلة الكبرى ستظل تؤرق الناخب البوسني والجهاز التقني العامل معه وجامعة كرة القدم بخصوص العقم الهجومي والتميز على إدخال لاعبين أثبتوا محدوديتهم واستبعاد عناصر يطالب بها الجمهور.