ما تعيشه كرة القدم الوطنية يثير الكثير من التساؤلات والاستغراب.. ما بين مشاكل المنتخب الوطني و استدعاء المغضوب عليهم وأخطاء التحكيم أو بالأحرى الكوارث التحكيمية.. خرج رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع ليزيد الطين بلة.
لقجع كان ضيفا على إحدى البرامج الإذاعية صباح يوم الأحد 13 مارس 2022، للحديث عن العديد من النقاط التي تثير الجدل مؤخرا، لكن للأسف فخرجته الإعلامية “خرجت على الطريق” و وضع نفسه في موقع حرج في العديد من النقاط.
الموضوع الأكبر والأهم خلال البرنامج، كان هو عودة الثلاثي (زياش، المزراوي و الزلزولي) لحمل القميص الوطني، لكن بين سطوره فقد أخفق لقجع في تصريحه، و تجاوز صلاحياته أو بالأحرى، التراتبية التي تبنى عليها الأجهزة و الأنظمة.
لقجع الذي أكد عودة الثلاثي لقائمة أسود الأطلس الأولية، تخطي بشكل واضح اختصاصاته، بعدما أعلن عن أخبار و مضامين لائحة المنتخب الوطني قبل المدرب وحيد خاليلوزيتش، و قبل الإعلان الرسمي عنها… خاصة أنه تغاضى وأجل الحديث عن عودة حمد الله إلى المنتخب و كأنه لا يحمل الجنسية المغربية، ليفتح باب علامات الاستفهام أمام المتتبع الرياضي: “علاش هادو ب 3 يرجعو و حمد الله لا ؟! و علاش هادو صالحتوهم مع وحيد و حمد الله لا ؟ وشكون كيختار اللي نسمحو ليه يرجع ؟!…”
بعد ذلك بساعات، خرج كل من المزراوي و زياش برسائل واضحة تؤكد رفضهم للانضمام للأسود، بحجة أن المسؤولين عن المنتخب الوطني لم يتواصلوا معهم قبل هذا الاستدعاء المفاجئ.
ثاني زلة لفوزي، كانت بخصوص تمثيلية اللاعب المحلي داخل صفوف المنتخب، بعدما أكد أن غياب لاعبي البطولة هو أمر عادي داخل المنتخب الوطني، خاصة أنه يوجد خمسة ملايين مهاجر يعيشون خارج أرض الوطن، من بينهم لاعبون ينشطون في أقوى الدوريات الأوروبية… مع العلم أن المعيار المنطقي و المتعارف عليه هو المردود التقني و البدني و التكتيكي.
يعني حسب منطق لقجع، (ومع احترامي التام وحبي الكبير للجالية المغربية في كل بقاع العالم) فخمسة ملايين مهاجر مغربي أفضل من 35 مليون مغربي قاطن بالمغرب!! ويكفي أن تكون مزدادا خارج أرض الوطني و تلعب في إحدى الدوريات الأوروبية، لتكون لك فرصة أكبر لحمل القميص الوطني!! يعني بالعربية تاعرابت “واحد زرڭ فأوروبا حسن من واحد مزيان فالمغرب”!
فوزي لقجع، حاول تبرير كلامه و أعطى مثالا بالمنتخبين البرازيلي و الفرنسي، و أنهما لا يضمان في صفوفهما أي لاعب من بطولتيهما المحليتين!! الله يهديك أ سعادة الرئيس، المنتخب الفرنسي يضمن في صفوفه كيليان مبابي و بريسنيل كيمبمبي (باريس سان جيرمان) و ماتيو كندوزي (أولمبيك مارسيليا) و وسام بن يدر (موناكو)، بينما البرازيل تعد أول بلد مصدر للاعبين في العالم و يمتلك منتخبها 5 كؤوس عالمية و لم يسبق أن خاض مباراة بدون لاعب محلي!! و حتى آخر مونديال فازت به السامبا، فنصف لائحة لويس فيليبي سكولاري كانت محلية ب 12 لاعبا!!
النقطة الكبرى التي أثارت سيلا من الجدل، كانت بخصوص التحكيم و ما صرح به فوزي لقجع يكاد يصنف في خانة الاتهامات عوض التبرير و التوضيح.
تصريح فوزي لقجع بقوله: “من يتحدثون عن تدخلي في التحكيم يشدهم الحنين إلى زمن التدخل في الحكام والاسترزاق من ذلك”، هو اتهام واضح لمن سبقه في ردهات الجامعة و آخرهم الجنرال حسني بن سليمان و علي الفاسي الفهري. بل الأكثر من ذلك، فالسيد رئيس الجامعة فتح فوهة بركانية بعباراته، لكون الكلام يحتمل التأويل ويفتقر للوضوح و يمكن اسقاطه على العديد من الجهات.
فإذا كان كلام لقجع صحيحا، فالمنطقي أن تكون هناك إجراءات قانونية، بحكم أنه على رأس الجهاز الوصي على كرة القدم الوطنية و ملزم بضبط الأمور و تصفية الأجواء والعمل بمبدإ ربط المحاسبة بالمسؤولية، وإن كان على دراية و علم بالأسماء المتورطة في هذه “الاستفادة”، فهو ملزم بفتح تحقيق في هذه الوقائع.
كان حريا بفوزي لقجع أن يرد بشكل واضح على غضبة الجماهير و الاتهامات المتداولة و تفنيدها بالدلائل و الحقائق على أن يختار لغة الاتهامات المبهمة و التهديد و الوعيد والمتابعة.
السيد فوزي لقجع لم يكن “ضابط الأمور ديالو” كما قال في البرنامج الإذاعي و “جا يكحلها عماها”…
الكلام على طرف لساني والتعليق لكم تصبحون على…