صادق أمين
فوز برشلونة على ريال مدريد في الكلاسيكو و قمة الجولة 29 من الليغا الإسبانية، ليس وليد الصدفة أو ضربة حظ، إنها خطة عمل رجل يعرف أسرار الجسم الكتالوني العليل، جاء في صفة طبيب، قد يملك بين يده الدواء لانقاذ ما يمكن انقاذه.
للوصول إلى مرحلة الاستقرار و الراحة، كان برشلونة في حاجة لشخص بخصائص تشافي هيرنانديز، الشخصية قبل الفنية، إنسان يستطيع إخراج أفضل ما في العناصر التي يتعامل معها، و دفعها لتقديم جهد و مردود مضاعف.
تشافي أعاد الجماهير إلى حقبة غوارديولا و لويس إنريكي، حتى أصبحت الآن، تغضب ولا ترضى بفوز بفارق هدف أو هدفين، ولا تقتنع ولا ترى أن الفريق قدم كل ما لديه، مهما كانت الظروف المحيطة باللقاء.
الكتلان يثقون في تشافي أكثر من أنفسهم، كيف لا وهو من جعلهم يتصالحون مع فريقهم و طريقة لعبهم المعروفة، وجعلهم يقتنعون أن “مرحلة ما بعد ميسي” ليست مستحيلة، و أن بقدرة جميع اللاعبين تقديم أفضل ما لديهم وأن أي 11 اسمًا سيعلن عنهم سيجعلون الجماهير يذهبون إلى الفراش وهم سعداء.
ما قام به تشافي في 134 يومًا في العارضة التقنية لنادي برشلونة، “عمل لا يصدق”، والكلاسيكو كان بمثابة حصة مبسطة و توضيحية لما فعله المدرب الجديد منذ وصوله في نوفمبر الماضي.
بعد وصول تشافي، تغيرت كل شيء في زمن قياسي، أجواء غرفة الملابس، التكتيكات، التعاقدات والعلاقة مع اللاعبين، إلى جانب الصرامة في العمل، بفرض أفكاره وانضباطه لإعادة بناء عقلية برشلونة، بمباركة من الرئيس لابورتا.
تشافي أثبت أن كل اختياراته صائبة و في صالح البلوغرانا، خاصة في إعادة الثقة لعثمان ديمبلي، وسط صراع التجديد مع الإدارة، إضافة إلى بصمته في التعاقدات، التي غيرت جلد الفريق و زادت من قوته، بداية بفيران توريس، المنبوذ في مانشستر سيتي و مرورا بأداما ترواري العائد إلى أحضان فريقه الأم ووصولا إلى الهداف الغابوني، بيير إيمريك أوباميانغ.
على نفس خط تشافي، سنجد أن الغابوني أوباميانغ، كان رجلا مهما بشكل كبير في ثورة تشافي، بعدما انضم للفريق الكاتلوني في آخر ساعات الميركاتو الشتوي الماضي، في صفقة انتقال مجانية، بعد فسخ عقده مع أرسنال الإنجليزي.
تأثير أوباميانغ في برشلونة يبدأ من سرعة اندماجه وتأقلمه السريع مع اللاعبين، مرورا بالروح التي أضافها لغرفة الملابس، ووصولا إلى أهم نقطة وهي سجله التهديفي مع البلوغرانا.
تحدث تشافي إلى أوباميانغ في 31 يناير، لاقناعه بالانضمام إلى الفريق مباشرة بعد فسخ عقده مع الغانرز، و أهم جملة كانت في المكالمة، هو قول مدرب برشلونة: “أنا متأكد من أنه يمكنك أن تصبح لاعبا أساسيا بالنسبة لنا ، على الفور”، حسب ما أكده الغابوني في تصريحات صحفية سابقة.
بيير إيمريك أوباميانغ سجل 9 أهداف في 11 مباراة، و كان حاسما في العديد من المباريات، و آخرها الكلاسيكو، جعل تشافي يصفه بأنه “هدية من السماء”.
تشافي وضع الأساس الآن في برشلونة لجيل جديد، و يعمل على تعزيزه و تقويته في الميركاتو الصيفي القادم، بعدما باشر اتصالاته بالعديد من اللاعبين لاقناعهم بالركوب في سفينة برشلونة نحو رحلة استعادة الإيقاع الرفيع الذي أرعب كل الخصوم.