فؤاد البهجة (مراسلة خاصة من لندن)
يرجع المؤرخون بدايات الهوليغانيزم أو الشغب في الملاعب إلى عام 1394 في إنجلترا عندنا كان أهل القرى والبوادي في عهد الملك إدوارد الثالث يلعبون مباريات في كرة القدم فيما بينهم. إلا أن فئة من المؤرخين ترجعه إلى عام 1880 عندما هاجمت جماهير فريق أستون فيلا لاعبي فريق بريستون وأيضا لاعبي فريقهم بعد خسارة أستون فيلا بخمسة أهداف نظيفة في مباراة ودية بين الفريقين. وتم رشق اللاعبين بالحجارة، كما أدى دخول الجماهير إلى رقعة الملعب إلى إصابة لاعب واحد على الأقل بالاغماء. وفي السنة الموالية اشتبك أنصار فريق بريستون مع أنصار فريق كوينز بارك، وكانت هذه أول مرة تنتقل فيها الاشتباكات إلى خارج الملعب.
في عام 1909 انتهت مباراة جمعت بين فريقي غلاسكو وسيلتيك الاسكتلنديين بخسائر كبيرة دخل الملعب وخارجه. واضطر حكام المباراة إلى إنهائها بينما كانت النتيجة متعادلة بين الفريقين.
وتراجعت أحداث الشغب في الملاعب خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية. وبعيد الحرب العالمية الثانية استخدمت الصحافة الانجليزية مصطلح “الهوليغانيزم” للمرة الأولى للإشارة إلى الشغب الذي تمارسه مجموعات من الجماهير في ملاعب كرة القدم، لا سيما عندما بدأ الشغب ينتقل من تحركات متقطعة في الملاعب إلى اضطرابات منظمة. وحتى عندما تم إقرار مبدأ الفصل بين جماهير الفريقين في الملاعب، تمكنت عناصر من هذا الفريق أو ذاك من اختراق الحواجز والهجوم على أنصار الفريق الخصم. وبعد أن كان الهوليغانز يرتدون زيا موحدا ويجلسون في الغالب في أقرب نقطة لجماهير الفريق الخصم، تقرر التخلي عن الزي الموحد للافلات من قبضة رجال الأمن.
وشهد عام 1985 مأساة هي الأفظع في تاريخ كرة القدم الأوروبية عندما انهار جدار تحت ضغط الجماهير الهاربة في ملعب هيسل في بروكسل نتيجة لأعمال شغب قبل بداية مباراة نهائي كأس الأندية الأوروبية البطلة بين نادي ليفربول الإنجليزي ونادي يوفنتوس الإيطالي. ولقي 39 شخصاً حتفهم في الحادث بينهم 32 من مشجعي يوفينتوس، بينما أصيب في الحادث أكثر من 600 شخص.
وكانت أحداث ملعب هيسل دافعا لإقرار عدد من القوانين والتدابير الاحترازية ومنها تخصيص مناطق معزولة لأنصار كل فريق وزيادة قيمة الغرامات المفروضة على مرتكبي أعمال العنف، لتنتقل الاشتباكات مرة أخرى إلى الشوارع غير المحصنة وتستمر في ملاعب تفتقر للتحصينات الأمنية المطلوبة في المباريات الكبرى.
في عام 1989 أطلقت قوات الأمن في الكونغو الديمقراطية النار على الجماهير في إحدى المباريات، ما أدى إلى مقتل أربعة مشجعين. وفي عام 2001 كانت عاصمة غانا مسرحا لأفظع مأساة على الساحة الافريقية، حيث أدى تدافع الجماهير هربا من الغازات المسيلة للدموع إلى مصرع أكثر من مائة مشجع. وفي عام 2004 لقي خمسة وعشرون شخصا حتفهم في أحداث القامشلي السورية عندما بدأ بعض المشجعين العرب للفريق الضيف في رفع صور صدام حسين، وهو إجراء أثار غضب مشجعي الفريق الكردي المضيف واندلعت مواجهات عنيفة بين الأكراد وبعض العشائر العربية تدخلت على إثرها قوات الأمن السورية ، ثم امتدت الاضطرابات إلى بقية المناطق الكردية واستمرت 6 أيام.