سيكون المنتخب الوطني المغربي، اليوم الثلاثاء، على موعد مع فرصة إحراز سادس حضور له في نهائيات كأس العالم، وهو يواجه منتخب الكونغو الديمقراطية، برسم إياب الدور الفاصل والمؤهل لمونديال قطر 2022، بعدما انتهت مباراة الذهاب بالتعادل (1-1) على أرضية ملعب الشهداء بكينشاسا يوم الجمعة الماضي.
ومهما يكن، لا يمكن لأي كان أن يكتم أنفاس الحقيقة، ولعل الحقيقة التي تقفز إلى أول سطر من فقرات آمال الجماهير المغربية، على بعد بضع ساعات من موقعة ملعب محمد الخامس بالبيضاء، تكمن في عدم تقبلها لضياع حلم “التأهل المونديالي”، بأي حال من الأحوال، ومعها يبرز سؤال الحيرة المطروح على المدرب وحيد خليلوزيتش “هل من إعفاء لعذاب مباراة الذهاب في مواجهة الإياب؟!”..
هذا هو حال لسان الجمهور الرياضي المغربي، ترقبا لمباراة الإياب”، المبرمجة اليوم، انطلاقا من السابعة والنصف مساء، أمام منتخب الكونغو الديمقراطية. ومن حق عشاق الأسود أن يتساءلوا، باعتبار أنهم مرتبطون بالقلب والعقل مع شيء يستوطن شرايينهم؛ شيء اسمه المنتخب الوطني، لعلهم يجدون جوابا شافيا وكفيلا بفتح شهية الحلم فيهم، ويعفينا من شر عذابات موقعة كينشاسا، وما تخللها من رجات تكتيكية، حد الاستغراب والاستفسار إزاء ما يحدث داخل أسوار النخبة الوطنية.
صحيح أن “أسود الأطلس”، حتى لا نقتصر على وحيد، قد تمكنوا من العودة بتعادل مفيد، لكن الحصة الرقمية المسجلة تبدو بمثابة فخ يستلزم توخي مزيد من الحيطة والحذر، تفاديا لأي مفاجأة غير سارة، طالما أن وحيد عجز عن توحيد الاقتناع الجماهيري بخططه، إن كانت لديه خطط، أصلا، في ظل سوء اختياراته البشرية، وغياب نهج تكتيكي فعال، وآليات مفاتيح الفوز، على نحو غير مطمئن، مثلما بدا في محطة كينشاسا، كما في مناسبات أخرى سابقة؛ وهو ما يفرض على وحيد العمل على إعادة سيناريو التأهل، عبر مراجعة أوراقه وتجنيب الجمهور المغربي هذا الصداع التكتيكي الذي ما فتئ يستعمله، لاسيما في ما يتعلق بإبعاد بوفال عن التشكيل الرسمي وإلجام حكيمي ضمن رواق غير مريح للاعب، والكف عن إقحام عناصر أُثبتت عجزها عن تقديم الإضافة المرجوة، وهلم جرا من مشتقات المنظومة التكتيكية الفاشلة لدى وحيد.
في كل الأحوال، وطالما أنه ما تزال حياة ومباراة هنا، فإنه بالتأكيد ما يزال حلم هناك، يحق التشبث به لتحقيق الإنجاز المطلوب، في حضرة تعبئة جماهيرية واسعة، تنتظر من الأسود كي يكونوا فعلا “أسودا حقيقيين”، من أجل حسم مطلب التأهل لسادس مرة للمونديال، وصنع ملحمة تاريخية في قيمة ما يستحقه المغاربة.