تشكل مسألة إفطار اللاعبين المسلمين في المنافسات الرياضية إشكالا بين زملائهم وخاصة أنديتهم الأوروبية، إذ يلعب العديد منهم في أندية تتنافس على المستوى العالمي، خصوصا في البساط الأخضر الإسباني، الفرنسي والإنجليزي، وفي ظل المجهودات الكبيرة التي يبذلها اللاعب الصائم، يعتقد العديد من المختصين في الطب الرياضي أن امتناع اللاعب عن الأكل والشرب خلال التدريبات والمباريات سيجعل قدرته على التحمل تتراجع.
ووسط جدل يتكرر مع كل منافسة رياضية تقام مع شهر الصيام، ينقسم رأي للاعبين إلى قسمين بين من يتمسك بفريضة الصيام رغم التحديات الرياضية الكبيرة وبين من يتخلى عنه ويبرر إفطاره بفتاوى جواز إفطار اللاعبين من عدمه، وهو ما أقدم عليه الدولي الألماني مسعود أوزيل، خلال منافسات كأس عالم البرازيل 2014، الذي اختار عدم الصوم في رمضان، مبررا: “أنا أعمل وسأواصل عملي، لذا لن أصوم رمضان في سنة المونديال هذه لأني أعمل، ومن المستحيل بالنسبة لي أن ألتزم بالصوم هذا العام”.
وكان اللاعبون المسلمون قد عانوا في مونديال إسبانيا 1982، خصوصا منتخبي الجزائر والكويت، وتكرر المشهد ذاته في مونديال المكسيك 1986، لهذا نصح طبيب النادي الإنجليزي ليفربول السابق، اللاعبين بتناول أنواع معينة من المأكولات مثل البطاطا الحلوة والذرة خارج أوقات الصيام، وذلك بهدف استعادة السعرات الحرارية المفقودة أثناء المباريات، علما أن أكبر ما يعانيه اللاعبون خلال الصيام هو النقص الحاد في الماء في الجسم، وهو النقص الذي لا يمكن تعويضه إلا من خلال تناول المشروبات.
وانتقالا إلى طبيب منتخب الجزائر حكيم شلبي، الذي ساهمت إنجازاته العلمية في أن يصبح أحد مرجعيات الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في موضوع صوم اللاعبين، ويرى أن الصيام يشكل مرحلة يزداد فيها خطر الإصابة، خصوصا على مستوى أسفل الظهر والمفاصل والعضلات، وهذا يعود تحديدا إلى عامل جفاف الجسم وليس النقص في الغذاء.
كما يؤكد على أنه يجب تغيير مستوى التغذية، ويجب أيضا تعديل كمية الغذاء بما يسمح بالتأقلم مع التمارين، وعلى اللاعبين أيضا أن يشربوا الكثير من السوائل، وتمديد فترة القيلولة بعد الظهر من أجل تعويض جزء من الوقت المخصص للنوم.