تبقى أكثر عبارة صادمة بالنسبة للنجوم المسلمين، ما قاله المدرب الحالي للنادي الإيطالي روما، البرتغالي جوزيه مورينيو، في عام 2009 حين كان مدربا لإنتر ميلان، “رمضان جاء في توقيت سيئ”…هي عباراة تقربنا أكثر من نظرة العالم للرياضيين المسلمين، ونجوم الساحرة المستديرة العرب المتوهجين في أوروبا بالذات، إلا أنه مؤخرا تمكن المتابع العربي أن يلمس تغيرات جذرية في طريقة تعامل الإعلام والأندية ضمن الدوريات الكبرى خلال هذا الشهر الكريم.
وأصبحت ظاهرة صيام رمضان تتزايد في ملاعب كرة القدم، إذ بدأت بكفاح المناضلين الأوائل، لإجبار أنديتهم ومدربيهم على احترام عقيدتهم الدينية، أشهرهم مهاجم توتنهام وإشبيلية، الدولي المالي عمر كانوتيه، في بداية الألفية الجديدة، والذي كان يقدم أفضل مبارياته في أوقات الصيام، ومثله السنغالي ديمبا با، الذي يقول عن فترات صيامه مع تشيلسي وبشكتاش: “دوما ما كنت أواجه مديرا لا يسعد بقراري، وكنت أقول له اسمع، سأفعل ذلك، إذا استمر أدائي جيدا، فسأستمر في اللعب والصيام”، وآخرون أيدوا دراسة للجنة الأولمبية الدولية، التي أشارت في عام 2009، إلى أن الصيام لفترات قصيرة أو طبيعية، بالكاد له تأثير ضئيل على مستويات اللاعبين؛ بل إن الصيام يجعل اللاعبين أكثر خفة في حركتهم داخل الملعب.
ولكن هذا لم يشفع للنجم الألماني، مسعود أوزيل، إذ لا ننسى ما حدث معه في كأس العالم 2018، بخروجه من حسابات المدرب يواكيم لوف، كضريبة لإصراره على الصيام حتى في أيام المباريات، وقبله بأشهر قليلة، أجبر نجم ليفربول الفرعون المصري محمد صلاح، على الإفطار يوم نهائي دوري الأبطال أمام ريال مدريد، بنصيحة من مدربه الألماني يورغن كلوب والجهاز الطبي، وكذلك تضرر اللاعب الغاني علي مونتاري، من المشاركة في مباريات الدوري الإيطالي في عام 2009، لإصراره على الصيام.
واستمرت “فوبيا” مخاطر الصوم على اللاعبين الصائمين حتى صيف 2019، عندما تساهل الاتحاد الإفريقي مع الاتحادات العربية المشاركة في بطولة “الكان”، بتأجيل البطولة لمدة أسبوع بهدف تخفيف مشقة الصيام على اللاعبين، ومنذ ذلك الحين، توقفت نغمة خوف الأندية والمنتخبات على المسلمين الصائمين، لتبقى المباراة التي جمعت بين ليستر سيتي وكريستال بالاس، أول مباراة تتوقف فيها مسابقة البريميرليج من أجل السماح للمسلمين بتناول مشروب الطاقة مع غروب الشمس، وهو المشهد الذي اعتاد عليه جماهير الدوري الإنجليزي حاليا، إذ تم الموسم الماضي من التوصل لاتفاق غير رسمي بين قادة الأندية الإنجليزية بإتاحة الفرصة للاعبين المسلمين للإفطار في أول توقف للعب بعد الغروب.