يجد الكثير من اللاعبين أنفسهم أمام تحديات كبيرة تتجدد كل عام خلال الشهر المبارك رمضان، ومع إصرارهم على الصوم بالتزامن مع خوض المباريات أو أثناء معسكر التدريب، يثير هذا الأمر جدلا واسعا، حتى إن بعضهم يفقد فرصة اللعب أو حجز مكان أساسي في ناديه، بدعوى عدم قدرته على الصمود أمام إرهاق الصيام والمشاركة في المباريات ذات المستويات العالية.
وبالرغم من أن تعامل اللاعبين المسلمين مع رمضان أمر شاق خاصة في أوقات التداريب، إلا أن زملاءهم من غير المسلمين، غالبا ما يتعاطفون معهم بعد تأثيرهم الكبير في تغيير ثقافة معظم الأندية الأوروبية ودفع بعضها إلى إحترام شعائرهم وطقوسهم الدينية ومن أبرزها الصيام، بالإضافة إلى احترام شعائرهم وطقوسهم الدينية، وتقديم الطعام الحلال حتى لا يشعروا بتفرقة عن زملائهم.
ويعتبر هذا الشهر المبارك الكريم، أحد التحديات التي تواجه اللاعبين المسلمين الذين يفوق عددهم أزيد عن 45 لاعبا تحديدا في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومن بين أبرزهم مدافع نادي ولفرهامبتون والمنتخب الوطني المغربي، رومان غانم سايس، ومهاجم ليفربول، الفرعون المصري محمد صلاح، وكذلك لاعب مانشستر سيتي الجزائري رياض محرز، فمنهم من يصوم على الرغم من الفترة الطويلة للصيام في بريطانيا والتي تقدر بنحو 18 ساعة.
وبالتالي يعتبر نادي ليفربول الإنجليزي، من أكثر الأندية احتراما لطقوس لاعبيه المسلمين، إذ حينما وصل “الريدز” إلى نهائي كأس الرابطة الإنجليزية المحترفة عام ،2012 قام لاعبو النادي بإزالة ملابس دكتور النادي المسلم أزفار إقبال، من غرفة تبديل الملابس حتى لا تتسخ بالمشروبات الكحولية حال فوزهم في النهائي واحتفالهم برشقها في الغرفة، علما أن النادي نفسه يحرص على تقديم دجاج حلال في مطعم النادي.
وبدوره، أكد لاعب وسط أرسنال سابقا، الفرنسي أبو ديابي، الذي ينحدر من أصول عاجية، أن أرسنال يفضل ألا يصوم، لكنهم يتفهمون أن هذه لحظة مميزة بالنسبة للاعب الفرنسي ويحاولون استيعاب الأمور، كما سبق أن تحدث مهاجم تشيلسي السابق، السنغالي ديمبا با، أن صيامه في رمضان سبب له مشكلات مع بعض مدربيه، حيث سبق أن علق قائلا، “في كل مرة كان يكون فيها مدرب غير سعيد بصيامي، كنت أقول له: استمع إلي، سأقوم بذلك وإن كان مستواي لايزال جيدا فإنني سأستمر باللعب أما إذا أصبح سيئا فأجلسني على الدكة هكذا هي الأمور”.
وانتقالا إلى زمن الجميل للملكي ريال مدريد، سبق أن تحدث خط وسط الميرنجي أنذاك، الألماني مسعود أوزيل، عن زميله لاعب منشستر يونايتد الحالي، كريستيانو رونالدو، أنه يختار قراءة القرآن الكريم في أوقات يكون فيها بصحبة “الدون” البرتغالي، مؤكدا انه يكون سعيدا لسماعه للقران، مؤكدا “دائما ما يريدني رونالدو أن أعلمه كيفية قراءة القرآن، هو الآن استطاع تمييز بعض الحروف الهجائية، والسورة المفضلة لديه هي الفاتحة”.
ومن جانب اخر، تظهر علامات الالتزام الديني للاعبين المسلمين من خلال أفراحهم في تسجيل الأهداف، وهو ما نراه خلال احتفالية ثنائي ليفربول الدولي السنغالي ساديو ماني والمصري محمد صلاح، وهو مشهد أصبح يتكرر دائما حتى أصبح الأطفال في الحدائق الإنجليزية حينما يسجلون أهدافا ينزلون إلى الأرض للسجود.