باتت فضيحة التنظيم الكارثي لمباراة الرجاء البيضاوي والأهلي المصري بحاجة إلى فتح تحقيق، من أجل تحديد المسؤوليات ومحاسبة المعنيين بذلك، إزاء ما حصل من سوء تنظيم، وما تابعه المغاربة، ومعهم العالم أجمع، من مشاهد مرعبة تدمي القلب، وما تخللها من اقتحام الجمهور للملعب، والقفز على أسواره وهيجان جماهيري غير طبيعي.
وقبل موعد الإفطار الرمضاني بدقائق، وعلى بعد حوالي أربع ساعات من موعد المباراة، المقرر انطلاقها في العاشرة ليلا، صارت مدرجات ملعب محمد الخامس ممتلئة عن آخرها، وغير قادرة على استيعاب المزيد، في وقت كانت ما تزال فيه أعداد كبيرة من الجماهير الرجاوية خارج الملعب، في وضع اختلط فيه الحابل بالنابل، وماترتب عنه من فوضى عارمة واكتظاظ جماهيري.
وهكذا، فقد بدت الأمور أقرب إلى التسبب في كارثة إنسانية، إثر الاكتظاظ الخطير للجماهير المغربية، داخل الملعب، كما خارجه، إذ بقدر ما تجاوز الحاضرون الطاقة الاستيعابية لمركب محمد الخامس، وجلس المئات من أنصار الرجاء بأعلى مدرجات المركب، وفي أماكن محظورة وكفيلة بتهديد سلامتهم. فإن المئات من الجماهير ظلت خارج الملعب في حالة هيجان، استدعت تدخلات أمنية، عحزت على منع أعداد كبيرة من المشجعين من ولوج الملعب، رغم عدم توفرهم على تذاكر.
والأكيد أن المسؤولية في ما حدث تتحملها بالدرجة الأولى شركة “كازا إيفنت” المكلفة بعملية التنظيم، بقيادة مديرها محمد الجواهري، بدليل فشلها في تدبير عملية دخول الجمهور بشكل سليم إلى المدرجات، وما سبقه من التسبب في الارتجال في بيع التذاكر، عبر الشبابيك واعتماد محلات جد محدودة، بدلا من اعتماد البيع الإلكتروني عبر الانترنيت، وما تسبب فيه ذلك من إصابات وإغماءات بالجملة داخل أوساط الجماهير الرياضية.
وبدوره، يتحمل مجلس مدينة الدار البيضاء، برئاسة نبيلة الرميلي، نصيبا مهما من المسؤولية، باعتباره الوصي على هذه الواقعة، من منطلق أنه هو من عين هذه الشركة “كازا إيفنت” لتدبير مباريات محمد الخامس، دون القيام بما يخوله له القانون من رقابة ومحاسبة لهذه الشركة، في مناسبات سابقة متعددة، قبل أن يطفح الكيل لدى الجماهير البيضاوية، تزامنا مع مباراتي الرجاء والوداد ضد الأهلي المصري وشباب بلوزداد الجزائري، على التوالي، المقرر خوضهما اليوم الجمعة وغدا السبت، بداية من العاشرة ليلا.
أمام هذا المصاب الجلل، المتمثل في الفوضى العارمة والتنظيم الكارثي، فإننا لا نملك إلا أن نتمنى العمل على مضاعفة الجهود الأمنية والتنظيمية، أثناء المباراة، وبعدها، تفاديا لحدوث الأسوأ، والاصطدام بما لا تحمد عقباه، لا قدر الله.