يبدو أن سر التركيبة “السحرية” لكل فريق ناجح ومتماسك، تنحصر في ثلاثة عوامل أساسية وهنا الحديث عن اللاعب، المدرب والتسيير الإداري، وبالتالي عندما يكون التعامل مع هؤلاء صحيحا، يكون الناتج مرضيا ومتماشيا مع طموحات الجماهير، وتبقى علاقة المدرب باللاعب واللاعب بالمدرب، هي مراة الفريق، إلا أنه بعض المدربين يشكو من “دلع اللاعبين” أو عدم انضباطهم، في حين بعض اللاعبين يشكو من قسوة تعامل و”ظلم” بعض المدربين.
وهو المشهد الذي عاشه الشارع الرياضي المحلي، بين سلسلة من “القيل والقال” وصراع قوي بين كل من مدرب المنتخب الوطني المغربي، البوسني الفرنسي وحيد خليلوزيتش، ومجموعة لاعبي أسود الأطلس، أبرزهم صانع ألعاب النادي الإنجليزي تشيلسي، حكيم زياش، الذي قرر الحد من هذه الأزمة بالاعتزال دوليا، علما أن هذه الأزمة أعادت للأذهان ذكريات الأزمة الشهيرة بين “الثعلب” الفرنسي هيرفي رينارد مع المهاجم عبدالرزاق حمد الله، والتي اندلعت قبل أيام من انطلاق بطولة كأس الأمم الإفريقية 2019.
وبداية اندلاع الأزمة جاءت بعد أن قرر الإطار الوطني خليلوزيتش، على نحو مفاجئ استبعاد اللاعب زياش من تشكيلة أسود الأطلس، قبل مواجهتي السودان وغينيا ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم، مبررا سببب استبعاده بأنه جاء بسبب سوء سلوك نجم تشيلسي، بينما حكيم زياش اتهم خليلوزيتش، بـ”الكذب”، إذ قرر الرد على طريقته على اتهامات الأخير، معلقا، “في المرة القادمة عندما تتحدث.. قل الحقيقة”، مؤكدا بعد ذلك أنه وضع حدا لمسيرته الرياضية مع المنتخب الوطني المغربي.
أزمة “أسود الأطلس”، لم تنحصر فقط على اسم حكيم زياش، بل الصراع كان مع مجموعة أسماء من بينها، نجم مارسيليا الفرنسي، أمين حارث، وهداف الدوري السعودي عبد الرزاق حمد الله، بالإضافة إلى اللاعب القريب من الانتقال إلى بايرن ميونخ، نصير مزراوي، إلا أن الأخير فجر مفاجئة كبيرة للشارع الرياضي المحلي، بعدما أعلنا الثنائي وحيد خليلوزيتش ونصير مزراوي، عن نهاية الخلاف الذي جمعهما خلال الأشهر الأخيرة وأدى لاستبعاده عن تشكيلة الأسود، في الوقت الذي أوضحت بعض المصادر المتابعة للأحداث في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن مزراوي لن يكون اللاعب الأخير الذي سيتصالح مع الناخب الوطني خليلوزيتش، وعلى رأسهم نجم “البلوز” حكيم زياش.
وكانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قد قررت سابقا عدم التدخل في أزمة خليلوزيتش ولائحة “المغضوب عليهم”، إلا رئيس الجامعة فوزي لقجع، كان قد فتح قبل عدة أسابيع الباب لعودة الثنائي، زياش ومزراوي، إلى صفوف الأسود، بالرغم من أن خليلوزيتش كان قد رد عليه سريعا بالتأكيد على أن الأمر منتهي بالنسبة له تماما، غلا أن لقجع، لم ييأس أبدا واجتمع يوم الإثنين الماضي بخليلوزيتش، وأكد له ضرورة السعي لرأب الصدع مع جميع اللاعبين المغضوب عليهم لحاجة المنتخب لهم في المونديال، وقد استجاب المدرب المخضرم بإيجابية وأكد أن “رأسه ليس مصنوعا من الجرانيت”. وسيتحدث مع اللاعبين ويطوي صفحة الخلاف معهم.
وبعد أن قرر مدرب أسود الأطلس، أن يطوي صفحة الخلاف معهم، سافر بالفعل إلى هولندا والتقى بلاعب أياكس أمستردام السابق، نصير مزراوي، وتبادلا الحديث وأنهيا الخلاف بينهما تماما، وقد التقطا بعض الصور رفقة العلم المغربي وزجاجة مياه إشارة إلى سبب الخلاف بينهما، وبالتالي عودة مزراوي باتت الآن رسمية وحل مشكل زياش بات شبه مؤكد، وأمين حارث وعبد الرزاق حمد الله بدورهما سيحصلان على فرصتهما، كما أنه من المتوقع أن تكون مفاجأة مستقبلية في فريق عمل وحيد حليلوزيتش في الأيام القليلة المقبلة.