كرة القدم هي رياضة سلبت عقول الملايين من الشباب وتعتبر أكثر رياضة شعبية على مستوى العالمي، كما تمكنت كرة القدم من أخذ منحى اخر عاملا اخر قد يشكل عاملا أساسيا في بناء المجتمع أو هدمه، وبالرغم من أن شعارها يندرج تحت المثل “العقل السليم في الجسم السليم”، إلا أنها مع الأسف خرجت نوعا ما عن هذه الصورة الإيجابية، إذ تمتلئ في وقتنا الحالي بالكثير من الصفات التي لا تمت إلى أخلاقيات الرياضة بصلة وهي الصورة المنتشرة حاليا في ملاعبنا الوطنية.
ومنذ مباراة “ديربي كازابلانكا” التي أقيمت يوم الخميس 16 يونيو، اهتز مواقع التواصل الاجتماعي المحلي بشكل كبير وذلك بسبب كل من عميد نادي الرجاء الرياضي محسن متولي، وحارس مرمى الوداد الرياضي أحمد رضى التكناوتي، اللذان أججا الخلاف بين جماهير الفريقين، بعد تصرفهما اللاأخلاقي في مباراة المذكورة، والتي انتهت بفوز النسور الخضر بهفين نظيفين من توقيع محسن متولي، في إطار فعاليات الجولة الـ25 من منافسات البطولة الاحترافية “إنوي”.
وكان عميد الخضر، محسن متولي، أقدم على حركة غير أخلاقية كلفته الطرد في المباراة، بعد تسجيله الهدف الثاني خلال مباراة “الديربي”، علما أنه سبق أن تعرض للإيقاف بسبب تصرف مماثل خلال مباراة الرجاء ونهضة بركان، التي شهدت بدورها أحداثا لا رياضية، كان أبرزها رشق مدرب الرجاء رشيد الطاوسي، بقنينات ماء أصابته في الرأس، في حين أقدم حارس عرين الوداد الرياضي أحمد رضى التكناوتي، على سب “الرب” في فيديو انتشر على نطاق واسع في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، كما يظهر زميله بديع أووك يتلفظ بكلام ساقط.
ولم يتوقف الأمر فقط على اللاعبين بل شمل مدرب نادي الوداد الرياضي، وليد الركراكي، الذي بدوره حاول استفزاز لاعبي الرجاء، وهو يقدم على تحيتهم بالقول “الدراري باقين حنا الأولين”، ليطالبه مدرب حراس النادي الأخضر سعيد الدغاي، بالتحلي بالروح الرياضية، والكف عن التلفظ بمثل هذه العبارات.
ومن المنتظر أن تكون لجنة الأخلاقيات مطالبة باستدعاء اللاعبين الثلاثة للاستماع إليهم ومعاقبتهم، حفاظا على مبدأ المساواة أمام القانون، لتفادي المساهمة في تأجيج الخلاف والصراع بين جماهير الرجاء والوداد الرياضيين، ما قد يتسبب في شجارات جديدة بين الجمهورين في شوارع العاصمة الاقتصادية.