القصة بدأت في كأس العالم للأندية نهاية سنة 2013، بعدما حقق فريق الرجاء الرياضي انجازا تاريخيا بحلوله وصيفا في الموندياليتو، عندما واجه بايرن ميونيخ الألماني في النهائي، ليصبح أول فريق عربي إفريقي يصل لهذه المرحلة ويدون اسمه بحروف من ذهب في تاريخ كرة القدم الوطنية والعربية والإفريقية والعالمية.
إنجاز النسور، زينه الحضور الملكي في لحظة تاريخية غير مسبوقة، بعدما لبى الملك محمد السادس مطلب قطاع عريض من الجماهير المغربية عامة والرجاوية خاصة، التي أبدت أمنيتها بحضوره مقابلة نهائي كأس العالم للأندية، مرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، و سمو الأمير الملكي مولاي رشيد.
وتواصلت المفاجآت بعد أن حظيت مكونات الرجاء من للاعبين وطاقم تقني ومسيرين باستقبال في القصر ملكي ومكافآت ملكية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تقديرا لانجاز الفريق الأخضر، كانت أهمها قطعة أرضية كهبة ملكية، تمتد على مساحة 7.5 هكتار بمنطقة بوسكورة؛ قرر المكتب المسير للرجاء، برئاسة محمد بودريقة آنذاك، إنشاء أكاديمية للفريق بمواصفات عالمية وجعلها جوهرة رياضية مغربية بامتياز.
في أوائل عام 2016، وقع الرجاء اتفاقية شراكة مع وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والتي بموجبها ستكون الأخيرة مسؤولة عن جميع مراحل بناء الأكاديمية بدعم من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لتنطلق أعمال البناء في 3 يونيو 2016، وتنتهي في مارس 2021.
بعد خمس سنوات من الأشغال، اكتملت جوهرة النادي الأخضر، وضمت في جنابتها جزء إداريا مكلفا بتسيير الأكاديمية، وجزء تربويا للدراسة والإقامة، وجزء رياضيا مكونا من ملعبين كبيرين لكرة القدم، الأول بعشب طبيعي والثاني بعشب اصطناعي، إضافة إلى أربعة ملاعب لكرة القدم المصغرة، وستكون كل هذه المرافق تحت أمر الفريق الأول وفريق الأمل والفئات السنية (تحت 19 سنة و تحت 17 سنة وتحت 15 سنة).
وأكد عزيز البدراوي، رئيس الرجاء الرياضي، أنه تقدم بمقترح لفوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية، يهم بناء وتجهیز ملعبين إضافيين في المساحات الفارغة وغير المستغلة داخل الأكاديمية، حتى تتمكن شريحة كبيرة من الرجاويين من الاستفادة من هذه الملاعب، وهو ما تمت الموافقة عليه بشكل تلقائي.
بعد سنوات من الانتظار، سيجني فريق الرجاء الرياضي ثمار عمل كبير ساهمت فيه عدة جهات وعدة مكاتب مسيرة بقيادة رؤساء مختلفين، انطلقا من محمد بودريقة، ومرورا بسعيد حسبان، واللجنة المؤقتة، وجواد الزيات، ورشيد الأندلسي، وأنيس محفوظ ووصولا إلى عزيز البدراوي.
وأكد رئيس نادي الرجاء الرياضي، عزيز البدراوي في وقت سابق أن الافتتاح الرسمي للأكاديمية سيكون يوم الإثنين المقبل 19 شتنبر الجاري، قبل أن يعلن الفريق الأخضر عبر بلاغ رسمي على صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي عن تأجيل حفل افتتاح أكاديمية الرجاء بـ72 ساعة، أي عشية يوم الخميس 22 شتنبر الجاري، وذلك لأسباب تنظيمية.
وسيعمل مسؤولو النادي الأخضر بالتشاور مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، على دعوة عدد من المسؤولين الحكوميين والرياضيين والشخصيات لحضور حفل الافتتاح، وعلى رأسهم فوزي لقجع، وشكيب بنموسى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إلى جانب بعض اللاعبين الحاليين والسابقين للمشاركة في الحدث، إضافة إلى الشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم و رئيس نادي عجمان.
ويصر مكتب الرجاء الحالي على حضور أكبر عدد من الشخصيات والأسماء التي ساهمت في إخراج هذا المولود الاستثنائي للوجود، وعلى رأسهم رؤساء النادي السابقون، الذين رسموا خارطة طريق النادي الأخضر ودفعوا بالنسور إلى التحليق في سماء الألقاب والعالمية.
وسيكون حفل افتتاح أكاديمية الرجاء واحد من أكبر المحافل الذي سيشهد تغطية إعلامية محلية وعالمية تتقدمها قناة أبو ظبي الرياضية، حسب ما أعلنه البدراوي عندما حل ضيفا في برنامج الإعلامي يعقوب السعدي “مان تو مان”.
ما هي إلا أيام قليلة وستتم إزاحة الستار عن “أكاديمية نادي الرجاء الرياضي” والتي انتظرتها الجماهير الخضراء على غرار كل مكونات النادي، والتي ستمثل أيقونة كروية ومفخرة رياضية لكل المغاربة، والتي ستدفع الأندية المغربية للسير على نفس الخطى وللاشتغال والسعي للقيام بالمثل، وتنفيذا للرسالة الملكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الموجهة إلى نادي الرجاء الرياضي والتي وصفه فيها قائلا: “وليظل مثالا جديرا بالإقتداء من لدن مختلف الأندية الرياضية الوطنية”.