اليوم الجمعة سابع أكتوبر يؤرخ لمرور سنة على تعيين شكيب بنموسى، وزيرا للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، مما يعني أنه وصي على قطاعين مهمين، التعليم والرياضة. لكن وفقا للمتتبعين يبدو أن الرياضة ليست من أولويات السيد الوزير.
فشكيب بنموسى، الذي قاد فريقا علميا بتوجيهات ملكية لصياغة برنامج تنموي في أفق 2035، لم يقو على وضع أي استراتيجية تخبرنا بالبرنامج الذي جاء به السيد الوزير، فالتصريح الحكومي الذي قدمه رئيس الحكومة عزيز اخنوش أمام البرلمان، تطرق فيه للرياضة، من خلال محور تدعيم ركائز الدولة الاجتماعية، حيث أشار في الجزء الثاني من هذا المحور، إلى الاهتمام بالثقافة والرياضة. وشدد على أن الاهتمام بالرياضة يعد رافعة أساسية لتحقيق التنمية.
كلام أخنوش أمام ممثلي الأمة، أكد أن الحكومة ستقوم بكل مساعيها لترصيد الاستراتيجيات الخاصة بالرياضة، وبلورتها في إطار السياسة العمومية، حتى تكون الرياضة تستجيب للحاجيات والقدرات، مضيفا أن الاهتمام بالرياضة يستلزم وضع الآليات لتنزيل الاستراتيجيات حتى تحقق فعل التنمية.
هذا الخطاب بقي حبيس البرلمان ومن سمعه أو اطلع عليه في ما بعد، أما على أرض الواقع وارتباطا بالقطاع الحكومي الوصي، فلا حديث عن بلورة أي اهتمام بالمجال الرياضي كرافعة لتحقيق التنمية.
وقبل البحث عن حصيلة الرياضة في عهد الوزير الحالي شكيب بنموسى، لابد من الإشارة إلى شيء معيب جدا يهم واجهة الوزارة وهي الموقع الالكتروني www.men.gov.ma الذي يهتم بموضوع الرياضة في عنوان حقيبة الوزارة فقط وهي “وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة”، فما عدا ذلك هاك غياب تام للمجال الرياضي في الموقع الالكتروني للوزارة. فعندما تنقر في الهياكل وكل مفاتيح الموقع تجد حضور حركية القطاع التعليمي فقط، وأحايين قليلة مجال الرياضة المدرسية، التي هي أصلا كانت تابعة للقطاع التعليمي.
فالوزير الحالي لم يقدم أي استراتيجية توضح أبعاد الوزارة في اهتمامها بالقطاع، كآلية حقا لتحقيق التنمية، كما جاء في التصريح الحكومي. بل إنها مغيبة على الرغم من أن المغرب مقبل على المشاركة في تظاهرات عالمية مهمة، أقربها مونديال قطر 2022، وبعدها الألعاب الأولمبية باريس 2024. وهذا بعض النظر عن المشاركات الاخيرة في الألعاب المتوسطية بتركيا والالعاب العربية بوهران، والقادم كأس المحليين بالجزائر.
الوزارة كقطاع حكومي ملزمة بوضع استراتيجية تنموية تكون بوابتها الرياضة، فالوزارة هي المطالبة بتحريك ملف ترشح المغرب لكاس امم افريقيا 2025، بما أن القرار في مثل هذه التظاهرات يكون سياديا.
يأمل المهتمون بالشأن العمومي للقطاع الرياضي أن يعيد الوزير النظر في أمر إلحاق الرياضة بالقطاع التعليمي ويفرد له تصورا استراتيجيا للنهوض به، والتصور يروم أن يضم مشاريع لمنشآت كبرى رياضية ووضع برامج للتأهيل والدعم مجاليا، والاهتمام بملفات احتضان التظاهرات والمشاركة فيها، لأن ذلك يعزز مكانة المغرب في المحافل الدولية والقارية والاقليمية، ويدعم مسار الديبلوماسية الموازية.