نجح فريق الرجاء الرياضي لكرة القدم، في طرد الاستعصاء الذي لازمه منذ بداية الموسم الرياضي الجاري، بعدما تفنن في حصد النتائج السلبية أداء ونتيجة، داخل وخارج الميدان في منافسات البطولة الاحترافية، إذ يملك في جعبته أربع نقاط فقط، جمعها من ثلاث تعادلات وهزيمة.
وانتظر الرجاء انطلاق المنافسات القارية ليتذوق طعم الفوز الأول هذا الموسم، والذي حققه خارج قواعده على فريق جمعية نيجليك النيجري بنتيجة بهدفين لصفر، في ذهاب دور التمهيدي المؤهل لدور مجموعات دوري أبطال إفريقيا.
وتعتبر هذه هي ثاني مباراة للمدرب التونسي منذر لكبير، والذي خلف مواطنه فوزي البنزرتي، على رأس الإدارة التقنية للنسور، حيث خاض الأولى أمام فريق شباب المحمدية وانتهت بالتعادل السلبي.
ولم يتمكن لكبير من الاشتغال بشكل كاف مع المجموعة لفرض أسلوبه وتطبيق أفكاره داخل المستطيل الأخضر، إذ اعتمد على التشكيلة المعتادة مع تغير بسيط بإدخال زكرياء حدراف كأساسي، لكن ركز على خط الوسط وتثبيت ميكانيزمات الحركة بين الثلاثي روجي أهولو ووليد الصبار وعبد الرؤوف بنغيث.
وبلور المدرب التونسي أفكاره ليطبقها في مباراة ذهاب الدور التمهيدي في دوري أبطال إفريقيا ويتمكن من تحقيق فوز يقرب الفريق الأخضر من التأهل إلى دور المجموعات، لكن أهميته الكبرى تكمن في الجانب الذهني وتخفيف الضغط على اللاعبين.
وعمد منذر لكبير إلى الاشتغال على الجانب الذهني للاعبين ودعوتهم للتركيز بشكل أكبر داخل أرضية الميدان، وخوض مباراة الإياب بجدية وعدم الاستهتار أمام الخصم، مشددا على التأهل لم يضمن بعد، مع ضرورة تحقيق الانتصار بمركب محمد الخامس، ليكون الأول للفريق هذا الموسم داخل قواعده.
لمسة منذر لكبير:
أتفق أغلبية المتتبعين لفريق الرجاء على أن هناك تحسنا ملموسا في نهج الفريق وتحركات لاعبيه، خصوصا في عدد المحاولات المصنوعة ورغبة الفريق وإصرار على الوصول إلى شباك الخصم، مؤكدين أن التغييرات التي أحدثها المدرب، سواء في التشكيلة الرسمية أو المباراة عادت بالنفع على الفريق.
وأكد أنصار النسور أن بصمة المدرب الجديد كانت واضحة في الانتصار أمام نجيليك، بفضل التغييرات التي قام بها، إذ أنه لعب ورقتي زكرياء الهبطي وسفيان بنجديدة في الشوط الثاني، وسجلا هدفي الفوز في الدقيقتين 67 و90.
وتحفظت الجماهير الرجاوية على بعض الاختيارات التقنية ورسمية بعض اللاعبين، مع تأكيدها على أن المدرب في بداية رحلته وأن المسؤول ومن له الصلاحية في تحديد طريقة وخطة لعبه بالعناصر التي سيستفيد منها بشكل أكبر.
تأكيد التغيير في الأداء
ويأمل الجمهور الرجاوي أن لا يكون هذا الفوز ضربة حظ أو سحابة عابرة، معتبرا مباراة العودة مقياسا لتقييم التغيير الذي ظهر على أداء الفريق وتأكيدا للنتيجة المحققة في النيجر.
وطالبت الجماهير الرجاوية بضرورة الاشتغال على خط الهجوم والعقم الذي عانى منه خلال المباريات السابقة، خصوصا اللاعب أكسيل مايي والذي لم يقدم شيئا يشفع له بضمان رسميته، مشيدة بأداء المهاجم الشاب سفيان بنجديدة والذي يقدم مردودا أفضل في دقائق لعب أقل وآخرها تسجيله للهدف الثاني في شباك نجيليك.
وفي هذا الموضوع، أكد أيوب البصري، الصحفي الرياضي براديو مارس، أنه من المبكر الحكم على بصمة المدرب وتغيير في أداء الفريق، لكن هناك العديد من الأشياء التي تغيرت خلال المباراتين الأخيرة إضافة إلى بعض الملاحظات في تشكيلة الفريق والنهج التكتيكي.
وفي تصريح لموقع “أنفوسبور”، قال البصري: “لا يمكن إعطاء حكم مبكر على المدرب منذر لكبير، لكن يمكننا ملاحظة أن الفريق صار متماسكا وصلبا دفاعيا وهو ما يتماشى مع عقلية التونسي، خاصة أن فريق الرجاء تلقى أهدافا في عدد قليل من الهجمات في المباريات الأولى في البطولة الاحترافية”.
وأشار البصري: “لكبير استفاد من الأكاديمية والأرضية الجيدة التي ساعدته على التحضير، عكس أرضية مركب الوازيس الصعبة”، مؤكدا: “تغيير الطاقم التقني والذي يضم أفرادا أجانب بشكل تام، فرض على اللاعبين الاشتغال بجهد أكبر من أجل إبراز إمكانياتهم وتقديم أوراق اعتمادهم”.
وأبرز الصحفي الرياضي ب”راديو مارس” أهم الأشياء التي يسعى المدرب التونسي على إصلاحها وتطويرها، بقوله: “منذر يحاول الاشتغال بشكل كبير على الأظهرة والأجنحة وهذا يظهر جليا في تغييرهم سواء في التشكيلة الرسمية أو التبديلات”.
وبسؤاله عن الخطوات التي سيعتمدها منذر لكبير لتأكيد التغيير الذي يشتغل عليه في أداء الرجاء، رد أيوب البصري: “الرجاء مطالب بصناعة اللعب، الثلاثي لا يستطيع فعل ذلك وهو المركز الذي افتقده الفريق منذ رحيل الحافيظى. منذر يحاول صناعة متوسط ميدان يقوم بالدورين الدفاعي والهجومي بشكل متساو لكن المشكلة أنهم لايستطيعون اللعب في العمق”
واختتم البصري تصريحه لموقعنا بقوله: “المدرب التونسي مصر على رسمية أكسيل مايي والاستفادة منه في الارتكاز عليه لاستفادة الأجنحة للتسجيل كما حدث في هدفي الهبطي، ذلك أنه يعتمد على اللعب المباشر هل هو حسب مؤهلات اللاعبين المتواجدين” متسائلا: “هل هو حل من أجل جمع النقاط قبل العودة إلى طريقة لعب الرجاء الاعتيادية أم أنه نهج المدرب لما تبقى من الموسم الجاري؟”.
وسيخوض الرجاء الرياضي تداريبه بأكاديمية النادي، بواقع حصة تدريبية كل يوم، تأهبا لمباراته ضد نيجيليك النيجري التي ستجرى السبت المقبل بملعب محمد الخامس، برسم إياب الدور الثاني من دوري أبطال إفريقيا، والتي ستلعب بدون جمهور بسبب عقوبة الكونفدرالية الإفريقية “كاف” والتي فرضت على الفريق الأخضر إجراء مباراتين بدون جمهور في المسابقة على خلفية الأحداث التي شهدتها مباراته ضد الأهلي المصري، برسم دور ربع نهائي النسخة الأخيرة.