تناقلت العديد من المنابر الصحفية الداخلية والخارجية، خبر توصل الشركة الألمانية للألبسة والمعدات الرياضية “أديداس” لحل ودي مع وزارة الثقافة والشباب والاتصال المغربية، وتقديم اعتذارها للشعب المغربي عامة وللحرفيين المغاربة بشكل خاص، بعد قضية “قميص الزليج المغربي”.
وبالعودة لكرونولوجيا القضية، فالبداية كانت يوم 27 شتنبر 2022، عندما أعلنت شركة “أديداس”عن الأطقم الأساسية والاحتياطية الجديدة لمنتخب الجزائر وتشكيلة الملابس الثقافية، والتي ضمت قميصا خاصا بالتداريب يحمل تصاميم مستوحاة من “فن الزليج المغربي”، على أن تكون متوفرة في المتاجر ابتداء من يوم 14 أكتوبر 2022.
مباشرة بعد ذلك، أقدمت وزارة الثقافة والشباب والاتصال على توجيه إنذار للشركة الألمانية للألبسة والمعدات الرياضية، بسبب قميص التداريب الخاص بالمنتخب الجزائري، متهمة إياها بالاستيلاء على الموروث الثقافي المغربي ونسبه لدولة أخرى.
ووكلت وزارة الثقافة نادي المحامين بالمغرب في شخص المحامي “مراد العجوطي”، الذي اتخذ الإجراءات القانونية اللازمة وأرسل إنذارا إلى الشركة الألمانية من أجل تحذيرها بخصوص “قميص المنتخب الجزائري”، وأن الأمر يتعلق باستيلاء ثقافي ومحاولة السطو على “فن الزليج” الذي يعتبر أحد أشكال التراث الثقافي المغربي التقليدي.
وطالب المغرب في تحذيره بتدارك الموقف وسحب الأقمصة من جميع نقط البيع عبر العالم، معتبرا أن هذا الفعل قد يساهم في فقدان وتشويه هوية وتاريخ هاته العناصر الثقافية المغربية.
وتواصل الضغط المغربي ليعلن جهيد زفيزف، رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، أن هذا الأخير سيفسخ عقده مع “أديداس”، واقتراب التعاقد مع شركة جديدة عالمية للملابس الرياضية، وببنود تفضيلية مقارنة بالعقود السابقة دون توضيح الأسباب التي دفعتهم لاتخاذ هذا القرار.
وأكدت العديد من المصادر الصحفية العالمية أن الاتحاد الجزائري أنهى تعاقده مع شركة “أديداس”، الذي كان ممتدا إلى دجنبر المقبل، بسبب غضب هذه الأخيرة عقب واقعة “قميص الزليج”، واحتمال تعرضها للتضليل.
وواصلت الجهات المغربية ضغطها، لتقرر “أديداس” عقد اجتماع ودي وتوضيحي مع وزارة الثقافة والشباب والاتصال، والتوصل إلى حل نهائي يرضي الطرفين.
وعقدت وزارة الثقافة والشباب والاتصال اجتماعا مع “أديداس” عن بعد، بحضور المسؤول القانوني للشركة الألمانية والمحامي “مراد العجوطي” وموظف من الوزارة، حيث قدما دفوعاتهم ونجحوا في اقناع الشركة بأحقيتهم في الاعتراض.
وانتهى الاجتماع بطي الملف بشكل ودي دون اللجوء إلى القضاء وإصدار بلاغ بمعطيات متفق عليها بين الطرفين، تقدم من خلاله شركة “أديداس” اعتذارها للشعب المغربي وللحرفيين المغاربة على سوء الفهم الذي حصل نتيجة تصميم قميص المنتخب الجزائري يحمل فسيفساء الزليج المغربي.