قبل ست سنوات، أصدرت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قرارا يقضي بمنع المدربين من تدريب أكثر من فريق من نفس القسم خلال الموسم الواحد، وحينها بررت قرارها بأن الغاية من منع تنقلات المدربين هو تنظيم مهمتهم وضمان استقرار التعاقدات التي تربط الأندية الوطنية والمدربين. فهل نجح القرار في بلوغ ما سعى إليه؟
المدرب.. حائط قصير؟
واقع الحال يؤكد أن ظاهرة تغيير المدربين ظلت على حالها طيلة السنوات الماضية، إذ يظل الاستغناء عن المدرب أول قرار يتخذ عندما تسوء النتائج. ولايشكل الموسم الحالي الاستثناء، إذ رغم أن الموسم الكروي بالكاد انطلق، الا أن ذلك لم يحل دون الاستغناء عن أكثر من مدرب، بينما توجد أسماء أخرى مهددة بالرحيل كما هو الحال بالنسبة لمنير الجعواني، مدرب مولودية وجدة، وبادو الزاكي، مدرب اتحاد طنجة..إلخ.
ويعني رحيل المدرب اليوم أن عليه انتظار نهاية الموسم الجاري، من أجل نيل فرصة العودة للتدريب مرة أخرى، وهي الفرصة التي قد تأتي وقد لا تأتي.
المدرب الأجنبي.. منافس قوي
وزيادة على عقوبة “الإبعاد” بات المدرب المغربي يعاني جراء المنافسة القوية من المدرب الأجنبي، يقول إطار وطني فضل عدم الكشف عن هويته، قبل أن يضيف “مطرب الحي لا يطرب..والمدرب الأجنبي لايملك عصا سحرية، لكن هناك مسيرون يفضلون الأجنبي. حاليا يقود سبعة مدربين أجانب فرق البطولة الاحترافية، بينما بدأت منافسات البطولة الاحترافية بثمانية مدربين أجانب يجلسون على دكة احتياط الفرق.
مدربون عاطلون
هذا الحضور الكمي، إضافة إلى قرار الجامعة منع المدربين من تدريب أكثر من فريق من نفس القسم خلال الموسم الواحد، جعل الكثير من الأسماء المغربية تغيب عن الواجهة. من بين هؤلاء يوسف المريني الذي تواجد خلال سنوات بالمشهد الكروي قبل أن يغيب، لكنه ليس الوحيد، فرشيد الطاوسي الذي التحق بالإدارة التقنية الوطنية، لم يشفع له مساره في العودة للملاعب خلال الموسم الجاري، بعد فشله في تحقيق ما اتفق عليه مع الرجاء. وما قيل عن الطاوسي يقال عن عزيز العامري، الذي غاب عن الملاعب قبل أن يعود مستشارا تقنيا لأنيس محفوظ. رئيس الرجاء السابق، غير أن الإطاحة به من منصبه بعد تولي عزيز البدراوي قيادة الفريق، جعلته يبتعد من جديد عن الأنظار والملاعب.
كما كانت أربعة أشهر كافية لإبعاد عبد الرحيم طاليب عن الأضواء والملاعب، إذ كان تعاقد مع أولمبيك اسفي في نونبر 2021 خلفا لفوزي جمال، قبل أن يغادره في مارس 2022، بسبب سوء النتائج، ورغم مرور سبعة أشهر مازال طاليب بدون فريق، شأنه في ذلك شأن فوزي جمال، وفؤاد الصحابي، وأمين بنهاشم، وأسماء أخرى يفترض أنها راكمت من التجربة ما يخول لها التواجد على الساحة القارية قبل المحلية.