اختارت اللجنة العليا للثقافة والتراث في قطر تميمة تحمل اسم “لعيب”، لتكون التميمة الرسمية للنسخة الحالية من كأس العالم، الذي تحتضنه دولة قطر ما بين 20 نونبر الجاري و18 دجنبر المقبل.
لقد انتظر عشاق ومتتبعو مباريات المونديال مرور تسع دورات لكأس العالم ليتعرفوا على ثقافة تميمة المونديال، حيث كانت ضربة البداية مع نسخة سنة 1966، التي احتضنتها إنجلترا، وحينها أبدعت اللجنة المنظمة، بالتنسيق مع الاتحاد الدولي للعبة، في اختيار تميمة ” الأسد ويلي”(الصورة). وكانت هذه التميمة عبارة عن أسد يرتدي قميصاً ويحمل علم المملكة المتحدة. ورغم تداول مجموعة من التميمات عبر نسخ المونديال، فقد اعتبرت تميمة دورة إنجلترا لعام 1966 الأفضل على مر التاريخ.
ومنذ ذلك الحين أصبح أمر التميمة تقليدا تحرص الدول المحتضنة لفعاليات المونديال على إيلائه اهتماما كبيرا، ويتم اختياره بشكل دقيق ويكون مرآة للدولة المستضيفة للحدث العالمي، وآلية لتسويق التظاهرة.
وقبل الرجوع إلى تميمات الدورات الماضية، نشير إلى أن تميمة مونديال قطر، التي تحمل اسم “لعيب” هي مستوحاة من “العمامة العربية”، التي تُعد من أشهر الأزياء في الشرق الأوسط. وتعني كلمة “لعيب” اللاعب الخارق الذي يجلب المتعة لجميع المتتبعين.
إذا كانت نسخة المونديال لسنة 1966 اختارت “الأسد ويلي”، فإن دورة 1970 بالمكسيك قدمت تميمة اسمها “خوانيتو”، وهي لطفل مكسيكي يعتمر قبعة “سومبريرو”، مكتوب عليها “مكسيكو 70″، وهذه النسخة كانت أول محطة للمشاركة المغربية.
وفي دورة 1974 بألمانيا اختيرت تميمة لطفلين تحمل إسم “تيب وتاب”. ونسخة 1978 بالأرجنتين حملت التميمة اسم “جوشيتو”، تجسد طفلا يرتدي قميص المنتخب الأرجنتيني، ويعتمر قبعة بلاده التقليدية. أما دورة 1982 بإسبانيا فتميمتها كانت مغايرة لسابقاتها، حيث فضلت إسبانيا إبراز أحد أنواع الفواكه التي تشتهر بها (البرتقال).
وفي دورة 1986بالمكسيك، والتي شهدت المشاركة الثانية لأسود الاطلس، أنجزت تميمة تحمل اسم “بكيه”، تجسد فلفلا حارا عملاقا يرتدي قبعة مكسيكية تقليدية ولديه شارب طويل.
أما نسخة 1990 بإيطاليا، فحملت التميمة اسم “تشاو”، وكانت مغايرة للتصاميم السابقة، فعوض الاستعانة بالعنصر البشري أو الفاكهة والخضار، التي ترمز إلى البلاد، أصدر الإيطاليون تميمة على شكل جسد يحمل ألوان العلم الإيطالي، في حين تشكل الكرة رأس الجسد. وفي دورة 1994 بالولايات المتحدة الامريكية، والتي عرفت حضور المغرب للمرة الثالثة، تميزت هذه التميمة بتصويت الجمهور الأمريكي عليها، وجاء التصميم بصورة الكلب “سترايكر”، الذي يرتدي ثياب منتخب بلاده (الأبيض والأحمر) في حين وضع الشعار الرسمي للبطولة على قميصه (أمريكا 94).
ونسخة 1998 بفرنسا، والتي ستوقع على المشاركة الرابعة للمنتخب المغربي، حافظت اللجنة المنظمة على اعتماد الحيوان كشعار للدورة، واختارت الديك “فووتيكس “، الذي يعد إلى الآن التميمة الأكثر تنوعاً في الألوان. حيث حمل جسم الديك “فووتيكس” اللون الأزرق ورأسه اللون الأحمر في حين تلوّن منقاره بالأصفر وكتب شعار البطولة “فرنسا 98” على جسده.
وإذا كانت دورة 2002 عرفت اختلافا في طريقة تنظيم المونديال، حيث أسند لدولتي كوريا الجنوبية واليابان، فالاختلاف والتنوع لامس التميمة، التي حملت اسم “أتو وكاز ونيك” تميزت بوجود ثلاث شخصيات رئيسية كان لكل منها لونه الخاص (بنفسجي، برتقالي، أزرق).
وحافظت دورة 2006 بألمانيا على رمزية الحيوان، حيث اختارت اللجنة المنظمة شخصية الأسد وتحمل اسم ” غوليو 6 وبيليه”.
دورة 2010 التي احتضنتها لأول مرة القارة السمراء وكانت جنوب افريقيا هي محتضنتها، حملت التميمة اسم “زاكومي”، وهو تصميم يتكون من كلمتين الأولى “زا” وتعني الفهد وهو العنصر الأساسي في التصميم وكلمة كومي، التي تعني الرقم 10 في العديد من الدول الأفريقية.
أما نسخة 2014 بالبرازيل، فحملت اسم “فوليكو”، وبدلا من اعتماد تصميم يرمز إلى هوية البلد المستضيف، كان الهدف من التميمة إيصال رسالة بضرورة الحفاظ على البيئة من خلال استخدام أنثى آكل النمل كعنصر أساسي في التصميم. وحمل التصميم اسم “فوليكو” وهو مصطلح يجمع كلمتين “فول” المشتقة من كلمة “فوتبول” وتعني كرة القدم، و”إيكو” من إيكولوجيا، بمعنى بيئة كرة القدم.
وأعادت النسخة الماضية التي احتضنتها روسيا، التي عرفت المشاركة الخامسة للمنتخب المغربي، استخدام الحيوان، حيث اختارت الذئب كشخصية أساسية في تميمتها، ويعني اسم “زابيفاكا” باللغة الروسية مسجل الأهداف.
