أبرزت الصحافة السويدية، الصادرة امس ، “الأداء المتميز” للمنتخب الوطني لكرة القدم، بعد تأهله لأول مرة في تاريخه إلى ربع نهائي كأس العالم.
وكتبت (أفتونبلاديت) “كم تزن جبال الأطلس؟ مليوني طن؟ لا يهم على الإطلاق. أحضر سلسلة الجبال بأكملها هنا وضعها على أكتاف أحد هؤلاء اللاعبين المغاربة. سيكونون قادرين على حملها حتى نهاية العالم “، مسلطة الضوء على اللعب الحقيقي للمنتخب.
وفي مقال بعنوان “انتصار المغرب: شأن كل العالم العربي”، أبرزت الصحيفة السويدية خصوصية رؤية بلد بأكمله يتوحد لكتابة التاريخ الوطني معا.
وتابعت “ليس اللاعبون المغاربة وحدهم من خلق الحدث الأسبوع الماضي، بل هناك أيضا قرابة 40 مليون مغربي في الداخل وحوالي 5 ملايين آخرين في الشتات”.
وأضافت”لقد شاركوا في دور الـ16 لكأس العالم مرة واحدة فقط من قبل وكان ذلك قبل 36 عاما عندما لم تكن كرة القدم تتمتع بالقوة الثقافية العالمية كما هي اليوم. كان الأمس بلا شك أجمل يوم في تاريخ الرياضة المغربية، التي تذكرنا قليلا بعهد العدائين مثل سعيد عويطة ونوال المتوكل وهشام الكروج “.
وتعلق الأمر، وفق الصحيفة، بدور الـ16 الذي كان شأنا وطنيا من جميع النواحي، وهو ما كان ملحوظا بشكل خاص في الطريقة التي تعاملت بها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع قضية التذاكر، مذكرة أن حماسة العالم العربي ساهمت في زيادة عدد المتعاطفين من 45 مليون إلى ما يقرب من نصف مليار شخص.
كما أكدت الصحيفة على الإرادة “الرائعة للغاية” لأسود الأطلس وانضباطها التكتيكي “المثير”. “كل مساحة في الملعب مغطاة كما ينبغي، كل مساند موجود في المكان المطلوب. إذا كنت تريد الوصول إلى المرمى المغربي، عليك الزحف والصعود وتجاوز أربعة خطوط من الأسلاك الشائكة. إذا كنت تريد هزيمة هذا الفريق، فعليك دفع عملة لا تملكها “.
من جانبها، عادت “سفينسكا” إلى مسيرة أشرف حكيمي “أحد أفضل الأظهرة في العالم” ، مشيرة إلى أن المغرب تخطى حدود كرة القدم بلاعبين لا يقللون من شأنهم أبدا، ويواجهون إسبانيا مملة وباهتة، والتي اصطدمت بالجدار وليس أي جدار.
وتعليقا على اللعب المغربي، أشار المنبر الإعلامي السويدي إلى أن “أسود الأطلس يركضون لبعضهم البعض، وينجحون في الثنائيات مثل المصارعين، ويضعون اللعب الدفاعي على رأس قائمة الأولويات ويلعبون بشكل تكتيكي بحت”.
وأبرزت الصحيفة على وجه الخصوص المهارات الجماعية لهذا الفريق مع سفيان أمرابط الذي يجول ويصول في الملعب ونجوم كبار مثل حكيمي وزياش المستعدين لفعل أي شيء لصالح الفريق.
وأشارت إلى أنه من الصعب دائما التغلب على مجموعة كهذه، مذكرة بأن إسبانيا فشلت في “فك الشفرة” أمام ياسين بونو.
من جهتها، أشارت صحيفة (إكسبريسن) واسعة الانتشار إلى أن المغرب كان أحد المفاجآت الإيجابية خلال هذا المحفل الكروي العالمي، حيث نجح في إبعاد إسبانيا عن مرماه لمدة 120 دقيقة.
واعتبرت أنه إذا نجح المغرب في الفوز في المباراة التالية، فسيكون أمامه فرصة لكتابة التاريخ الإفريقي مع الوصول إلى نصف نهائي في المتناول.
ومن جهة أخرى، لم يفت الصحيفة إبراز الدور الحاسم للجماهير المغربية، الذين قدموا من جميع أنحاء العالم لدعم فريقهم وإعطائه انطباعا كأنه يلعب على أرضه.
يذكر أن المنتخب المغربي سيواجه يوم السبت عاشر دجنبر الجاري نظيره البرتغالي برسم دور ربع نهائي المونديال، بداية من الساعة الرابعة بعد الزوال.
