يشارك بطل الدوري الاحترافي المغربي وعصبة الأبطال الإفريقية، الوداد الرياضي، في كأس العالم للأندية التي يحتضنها بلدنا، تحت ضغط الحفاظ على مكتسبات الثورة الكروية العربية والافريقية التي أحدثتها المشاركة الأسطورية للمنتخب الوطني المغربي في كأس العالم فيفا قطر 2022.
ولن تكون مهمة الوداد سهلة على الإطلاق في تجاوز دور الربع في مشاركته الثانية، مهما كان الفريق الذي سيواجهه بحكم أن هذه النسخة جمعت فرقا لها باع طويل، سواء من حيث المشاركة في مونديال الأندية أو في إحراز البطولات المحلية والقارية وحتى العالمية.
ويكفي ذكر أن أوكلاند سيتي النيوزلندي هو الفريق الذي لم تغب شمسه عن هذه المنافسة منذ سنوات خلت، مكتسبا تجربة كبيرة قادرة على مفاجأة باقي الخصوم في أي مناسبة.
أما بطل الكونكاكاف الجديد، سياتل ساوندرز الأمريكي، فقد وضع حدا لهيمنة الفرق المكسيكية في قارته، ويجسد التطور الكبير للكرة في الولايات المتحدة الأمريكية، ويضم في صفوفه لاعبين من الأوروغواي وكولومبيا، وكذلك لاعبين شاركوا مع منتخبهم في مونديال قطر، وهما: جوردان موريس وكريستيان رولدان.
ممثل آسيا، الهلال السعودي، الذي يسيطر على الدوري المحلي وعصبة أبطال القارة، فهو يجمع تسعة لاعبين ساهموا في مشاركة مقبولة في المونديال الأخير، أبرزها الفوز على بطل العالم الأرجنتيني، بهدف رائع لنجم الهلال سالم الدوسري.
لنصل إلى فلامينغو البرازيلي الفائز بكوبا ليبرتادوريس سنتين متتاليتين، والمعزز بلاعبين صالوا وجالوا في الملاعب الأوروبية، مثل دافيد لويس الفائز مع تشيلسي بعصبة الأبطال الأوروبية، فيليبي لويس اللاعب السابق لأتليتيكو مدريد، الشيلي أرتورو فيدال، المخضرم دييغو، والهداف غابرييل باربوزا الشهير ب”غابي غول”.
وأخيرا ريال مدريد الإسباني، الذي يكفي ذكر اسمه لكي نسرد الألقاب والبطولات والأرقام القياسية في إحرازها منذ تأسيسه إلى غاية الآن، علما أنه مستأنس بالأجواء المغربية بعد تحقيقه للقب المونديالي في نسخة 2014.
في ظل كل هذه الحيثيات إذن، تبدو إدارة نادي الوداد الرياضي غير مبالية بأهمية الحدث المنظم على أرض المغرب، ولا تأبه بضرورة بدل الجهود من أجل تزكية ما وصل إليه المغرب من سمعة كروية بعد المونديال القطري؛ ذلك أن الفريق يتدرب بدون مدرب رئيسي، بحضور تركيبة رباعية من المدربين، وبصفوف غير مكتملة بفعل تشتت اللاعبين ما بين المنتخبين الأول والمحلي، لذلك تبدو مهمة الفريق على أرضية الملعب عسيرة جدا في الوصول إلى أبعد نقطة في هذه البطولة، وليبقى الأمل معقودا على الحضور الجماهيري الكبير، لعله يساعد فريقه على تحقيق النتائج المرجوة.