أن تخلط بين الرياضة والسياسة، فتحرم شبابا من المشاركة في تظاهرة رياضية تجمعهم مع إخوانهم الأفارقة، وأن تمرر خطابات سياسية في افتتاح منافسة رياضية؛ بغض النظر عما جاء فيها من مغالطات؛ فهذا لا يفعله إلا شخص، أو أشخاص، سلطهم الله على شعب مغلوب على أمره.
لو كان الخيال يتحقق فعلا، لطلبت أن أفتح عقل أعقل من يقود عبد المجيد تبون، لمعرفة: كيف يستخدم نعمة العقل التي ميز الله بها الإنسان عن الحيوان؟
المجنون الذي فعل هذا، أهدى للمغرب انتصارا آخر لم يكن مخططا له؛ فقد كان المغرب على موعد مع انتصار سياسي او رياضي، كيف ذلك؟
فلو أن الجزائر سمحت باختراق مجالها الجوي لبعثة منتخبنا المحلي، فالأكيد أنه كان سيعد انتصارا سياسيا كبيرا لا يخفى على أحد، وفي نفس الوقت ستكسب الجزائر احترام الجميع، من جهة أخرى، لعدم خلطها بين الرياضة والسياسة.
أما وقد رفضت ذلك، مع شهادة الجهاز الحاكم لكرة القدم في العالم، ومعه الجهاز الحاكم لها في افريقيا، في شخصي إنفانتينو وموتيسيبي، اللذين شاهدا بأمهات أعينهم استعداد بعثة المنتخب للسفر في مطار الرباط-سلا؛ فإن المغرب في طريقه لانتصار رياضي بَيِّن في العاشر من فبراير القادم، عندما تختار الكاف الدولة المحتضنة ل”كان 2025″؛ ناهيك عن بلاغ الكاف، يوم أمس، الذي أعلنت فيه تبرؤها مما جاء في خطاب حفل الافتتاح، وعزمها فتح تحقيق في ما جاء فيه من خزعبلات.
من هنا سأقتبس مقولة شهيرة للملك الراحل، الحسن الثاني، رحمه الله، من إحدى خطبه للأمة أن زيارة مندوب الأمم المتحدة ليس من أجل مغربية الصحراء (فهذا أمر لا جدال فيه، ولكن كنا ننتظر من كولومبو أن يعرف الناس مع من حشرنا الله في الجوار).