دخل فريق حسنية أكادير في دوامة المشاكل والصراعات بسبب أزمة نتائج تمثلث في غياب طعم الفوز منذ الدورة الثامنة وتحقيق ثلاث نقط فقط في آخر ست جولات، ما عصف بالفريق إلى مراكز متأخرة في سبورة الترتيب، ليشعل فتيل الانتقادات والاحتجاجات.
ومن مظاهر الفوضى التي يعيشها الفريق السوسي، إقدام المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا على تقديم استقالته مباشرة في الندوة الصحفية بعد نهاية مباراة حسنية أكادير أمام المغرب الفاسي والتي انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق.
والغريب في الأمر أن رشيد البطاح، الكاتب العام للحسنية خرج ببيان أرسله لمنخرطي النادي، يؤكد لهم أن المدرب البرازيلي مستمر مع الفريق وسيعود لقيادة التدريب مؤجدا أن بعض المتربصين هم من يروجون لهذا الخبر، وكأنه لم يشاهد إعلان باكيتا عن استقالته وأن مباراة الماص هي آخر مباراة له على رأس الإدارة التقنية لغزالة سوس.
وأصدر النادي الأكاديري بلاغا رسميا بعد ذلك، يعلن فيه استمرار المدرب البرازيلي على رأس الإدارة التقنية للفريق، موضحا أنه اتخذ هذ القرار في فترة ضغط بعد أزمة النتائج التي لازمت الغزالة السوسية والتي تخالف تطلعاته.
هذا التخبط في التسيير، دفع الجماهير السوسية إلى التصعيد في وجه مسيري النادي، برئاسة الحبيب سيدينو، بعد النتائج المخيبة للآمال والتي بصم عليها الفريق في بداية الموسم، مؤكدين أن الفريق يسير إلى الهاوية في غياب استراتيجية واضحة وخطة عمل للحاضر والمستقبل، رغم التغيير الكبير الذي طرأ على تركيبة الفريق والأموال التي صرفت خلال الميركاتو الماضي.
محبو الحسنية أشاروا إلى أن أفكار باكيتا لا تتماشى مع طموحات المكتب المسير، حيث يسعى المدرب إلى إنشاء وتنفيد مشروع رياضي للبحث عن الألقاب والوصول إلى البوديوم بينما يفضل مسؤولو الحسنية “تكوين فريق” للمستقبل، حسب ما صرحوا به في عديد من المناسبات.
عشاق غزال سوس استنكرو الوضعية التي يعيشها الفريق بعدما وفر له كل الدعم المادي والجماهيري، لكنه لم يستطع العودة إلى سكة التألق والمنافسة على الألقاب، بعد سنوات من خسارة نصف نهائي كأس الكاف ونهائي أمام الاتحاد البيضاوي.
مشاكل الحسنية لا تنحصر في أزمة النتائج بتحقيق 14 نقطة من 14 جولة (بمعدل نقطة في الدورة) أو أزمة مشروع، بل وصلت إلى إعلان إلتراس إيمازيغن عن مقاطعة مباريات الفريق القادمة حتى تتحقق مطالبهم والتي انتشرت في كل أزقة مدينة أكادير والتي تمثلت في المطالبة باستقالة الرئيس الحبيب سيدينو ونائبه أمين ضور، إضافة إلى إعلان بعض المدعمين للنادي عن غضبهم من الوضعية الحالية.
حسنية أكادير يسير في نفق مظلم مجهول الوجهة والفوضي تسيطر على كل أركانه والحناجر تصدح بمطالبها الواضحة وتدق جرس الإنذار في وجه الجميع، خوفا من ضياع الغزالة في غابات المشاكل.