لم تنته القصة بعد، ولربما مازالت هناك أجزاء جديدة، فنادي الوداد الرياضي لكرة القدم برئاسة سعيد الناصيري، يواصل حياته العادية بوضع غير عادي، إذ يقترب من عدم إجراء الجمع العام للموسم الرابع على التوالي.
فسعيد الناصيري يقود لوحده الوداد في “بطولة مطلقة”، بينما تكتفي الأجهزة المنظمة لكرة القدم الوطنية بلعب دور المتفرج، فلا مكتب مسير ولا جمع عام ولا تجديد لثلث المكتب في أجل أقصاه 30 يوما بعد الجمع العام، ولا منخرطين ولا قانون منظم..
الناصيري يختبئ وراء ستار إنجازات الوداد الرياضية، والتي يستعملها كرماد يذره في أعين الجميع، لكن هذا الموسم قد يكون النقطة التي تفيض الكأس في سنة كارثية إذا خرج الوداد بصفر لقب، خاصة أنه يلعب آخر حظوظه للتتويج بلقب كأس العرش، كبلسم لجرح ضياع خمسة ألقاب متتالية.
مقولة ناس الغيوان “من التحت الفوضى ومن الفوق يبان البحر هادي”، تحيلنا مباشرة على حال مركب بنجلون، لأن في داخله “روينة” لم نجد لها تفسيرا أو توضيحا، فعدم عقد الوداد لجمعه لثلاثة مواسم متتالية، يعتبر خرقا سافرا لقانون التربية البدنية 30.09.
الوداد مطالبة بعقد أربعة جموع عامة دفعة واحدة، وبهذا سيدخل سعيد الناصيري تاريخ كرة القدم المغربية من باب.. لا ندري هل هو الباب الأمامي الواسع أم الباب الخلفي الصغير..
علامات الاستفهام تتناثر يمينا ويسارا بدون إجابات أو توضيحات!! هل الناصيري فوق القانون؟ أم كما قال اللاعب المالي سليمان سيسوكو “الناصيري قال ليا أنا هو القانون”؟ هل يتمتع الوداد بحصانة خاصة؟ هل وضعية الفريق قانونية؟ أم أن تساهل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يفتح الباب له وللعديد من الأندية لتجاهل التوصيات والقوانين المسنونة؟
بالعودة إلى كرونولوجيا “تزعم” الناصيري لفريق الوداد، سنسرد خرقه للمادة 18 من القانون المنظم للجمعيات الرياضية، والتي تنص على أنه “يجب أن يُعقد الجمع العام العادي ثلاثين يوما على الأقل قبل تاريخ افتتاح الموسم الرياضي”، منذ انتخابه في منصبه في 30 يونيو 2014، إذ لم يعقد أول جمع عام له إلا في 16 نونبر 2015، عن الموسم الرياضي 2014/2015، أي بعد أزيد من شهرين من انطلاق موسم 2015/2016! وعقد جمع الموسم الموالي 2015/2016، في السادس من شهر يناير 2017، أي بعد حوالي أربعة أشهر من انطلاق منافسات الدوري، ولم تغير “حليمة عادتها القديمة”، واستمر الحال في الموسم الموالي 2016/2017 على ما هو عليه، إذ لم يُعقد جمعه العام إلا في سنة 2018، وبالضبط في تاريخ 23 مارس الماضي، أي بعد 6 أشهر من انطلاق موسم 2017/2018، كما لم يُعقد الجمع العام الخاص بالموسم الأخير إلا في 8 غشت الماضي، أي قبل 17 يوما فقط من انطلاق الموسم 2018/2019.
دائما ما يتبادر للأذهان سؤال واحد ومحير منذ سنوات، هل يقود سعيد الناصيري الوداد الرياضي بشكل انفرادي وبدون مكتب مسير وخارج الإطار القانوني؟ خاصة أنه لم يسبق لأحد أن تعرف على نائبه الأول أو الثاني أو الثالث، ولا حتى الكاتب العام أو حتى مستشاريه…. إلا بعض المسؤولين “المحددين” الذين يظهرون بين الفينة والأخرى.
إمكانية خروج الوداد بموسم صفري قد يكون النقطة التي تفيض كأس الناصيري، وتدفع الجمهور الودادي للاستفاقة والمطالبة بتوضيح وضعية الفريق، كما فعل البرلمان الأحمر في عدة مرات، لكن بدون جدوى.
يتبع..