“واش دغيا نسيتو؟”، هو سؤال يجب أن يطرح على الجماهير الودادية، التي سرعان ما انقلبت 180 درجة، على رئيس النادي سعيد الناصيري، الذي كان يصنف بالأمس القريب كأفضل رئيس من قبل الجماهير الودادية.
“واش دغيا نسيتو؟”، المعاناة التي كان يعيشها الفريق الأحمر، قبل قدوم الناصيري لرئاسة النادي، وهنا لا نرمي أحدا بالورود، لكن نعطي لكل ذي حق حقه، فبالرغم من أخطائه الكثيرة إلا أنه يجب أن نوفي للرجل حقه، ودوره الكبير في إعادة الوداد للتوهج القاري والمحلي كذلك.
الناصيري الذي يعيش أصعب فتراته الآن كرئيس للوداد، يؤدي ضريبة نجاحه في قيادة الفريق لسماء الكرة الوطنية والقارية، بعدما توج بلقبي دوري أبطال إفريقيا والسوبر الإفريقي والدوري الاحترافي في 5 مناسبات.
لسنا هنا للدفاع عن الناصيري أو “التطبيل”، فأرقام الرجل تتحدث عنه، فبالرغم من الخسارات التي تجرعها إلا أن حصيلته تبقى إيجابية وبشكل لافت، والأرقام التي حققها الوداد في الولايتين اللتين ترأس فيهما سعيد النادي الأحمر خير دليل، وتضاهي بل تتجاوز الجيل الذهبي للفريق في أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات.
ولا بأس في أن نسرد كيف كان حال وداد الأمة قبل ترؤس الناصيري وبعد ترؤسه، وهنا نتحدث عن الجانب الرياضي، والبداية ستكون بـ 5 ألقاب للدوري الاحترافي يحققها الفريق خلال 8 سنوات، وهو الرقم الذي لم يحققه الوداد منذ تأسيسه سوى مرة واحدة بين موسمي 1948/1947 و1954/1955، علما أن آخر لقبين أحرزهما الوداد قبل الناصيري كانا بقيادة رئيسين مختلفين الفشتالي 2006، وأكرم 2010.
أما قاريا ففترة رئاسة الناصيري هي الأنجح في تاريخ النادي، بعدما توج بثلاثة ألقاب إفريقية (عصبة الأبطال مرتين وكأس السوبر مرة واحدة)، علما أن آخر تتويج للوداد على الصعيد القاري كان بداية الألفية الجديدة بهدف طلحة الشهير الذي أهدى الوداد لقب كأس الكؤوس الإفريقية، ليغيب عن منصة التتويج حتى نونبر 2017.
الأكيد هو أن الناصيري ارتكب مجموعة من الأخطاء أثناء قيادته لسفينة الوداد، وهو الأمر الذي لا ينكره ولا يجحده عاقل، فلقد تعالت أصوات العديد من الفعاليات الودادية لتنبيه الرئيس بالأخطاء التي يرتكبها، خاصة على مستوى القرارت الانفرادية التي يتخذها في بعض الأحيان، لكن هو أمر لا ينكره أو يتملص منه، بل في كل مرة يؤكد تحمله لمسؤولياته تجاه الفريق الذي يعشقه ويقدم كل ما في جهده ليكون في الواجهة.
قد تكون مرارة الهزيمة وضياع الألقاب، سببا في ردة الفعل القوية التي أبانت عنها بعض الجماهير الودادية، لكن هذا حال كرة القدم فليس كل مرة تفوز وكل مرة ترفع الكؤوس، هي رياضة فيها تعادل وفوز وهزيمة، ولولا مرارة الهزيمة لما عرف المرء حلاوة الفوز.
الأجدر من بعد كل سقوط هو النهوض ومحو آثار الخيبة، ومراجعة الأوراق، من أجل انطلاقة جديدة أفضل، أو في أسوء الأحوال التراجع خطوة واحدة من أجل المضي قدما بخطوات، قد نختلف أو نتفق مع الناصيري، لكن لنعطي لكل ذي حق حقه، فالرجل لم يبخل يوما ما في أداء واجبه كرئيس للنادي.
صحيح أن الأخطاء هي كثيرة وكانت سببا في ضياع عدد من الإنجازات، كانت لتخلد اسمه بين أفضل الرؤساء على المستوى القاري، إلا أنه وجب الانتقاد بضوابط من أجل الصالح العام، وطرح وجهات النظر في إطار من الشفافية والاحترام، وتجنب الانسياق وراء المتربصين، من أجل النهوض بالفريق بعد موسم “صفري”، يتحمل فيه الرئيس كامل المسؤولية، وهو الأمر الذي يؤكده، لعودة أقوى لـ”عائلة” الوداد.