أسدل الستار على منافسات كأس العرش بتتويج فريق نهضة بركان على حساب الرجاء الرياضي، بهدف دون رد، بعد الأشواط الإضافية، أول أمس السبت بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط.
ولم ينته نهائي كأس العرش بالنسبة للمكتب المسير للرجاء الرياضي بخسارة الكأس، بل بدأت بعده مساءلة لمسيري الفريق الأخضر، بعد أحداث الشغب التي شهدتها جنبات المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، بسبب الحضور الكبير للجماهير الرجاوية، التي فاقت العدد الذي كان من المتوقع حضوره والذي حدد في 15 ألف تذكرة التي خصصتها الجامعة الملكية المغربية للفريق الأخضر.
الانفلات الأمني الذي شهدته الجهة المخصصة لدخول جماهير الرجاء كاد أن يتسبب في كارثة، بسبب الزحف الكبير للجمهور الرجاوي، الذي حج للرباط بأعداد غفيرة وكانت أغلب الجماهير بدون تذكرة، وهو الأمر الذي استنفر رجال الأمن، لتتدخل بالقوة اللازمة لكبح الأمواج البشرية، قبل أن تضطر الجهات الأمنية واللجنة المنظمة، لفتح أبواب الملعب قبل ساعة ونصف من موعد فتحها.
النسبة الكبيرة التي حضرت من جماهير الرجاء الرياضي لمركب الأمير مولاي عبد الله، كانت لا تتوفر على التذكرة، بالرغم من توزيعها يوم الجمعة بمركب الوازيس، إلا أن السوق السوداء نشطة بشكل استثنائي، فبالرغم من توزيع التذاكر بشكل مجاني، إلا أن بعض الجماهير اضطرت لاقتناء التذاكر بين 30 و100 درهم لمتابعة المباراة، فمن مكن هؤلاء من كميات مهمة لتتاجر بها علما أنها طبعت لتوزع بالمجان على الجماهير؟
كل هذه الأحداث أسفرت عن اعتقالات عديدة في جماهير الرجاء، التي كانت لا تتوفر على تذاكر، حيث أكد الموقوفون خلال هذه العملية أن مكتب الرجاء هو من طلب منهم الانتقال بكثافة إلى الرباط، حيث جرت المباراة، دون التوفر على تذاكر، وفقا لما أوردته جريدة “الصباح”.
هذا المستجد الذي أدلى به قرابة 144 شخصا، جعل الجهات الأمنية توجه أنظارها صوب أعضاء المكتب المسير للرجاء، خاصة أنه تم تحديد عدد الجماهير الرجاوية التي يجب أن تكون حاضرة في 15 ألف متفرج فقط، وهو الأمر الذي لم يتم احترامه، بسبب الحضور الذي فاق هذا العدد بعشرات الآلاف.
أمام هذا المعطى أشار المصدر ذاته إلى أن الجهات الأمنية بناء على تصريحات الموقوفين، قد تجر محمد بودريقة، رئيس الفريق إلى المساءلة القضائية، بعد أن اتخذت الأمور منحى خطيرا، جعل محمد اليعقوبي، والي جهة الرباط سلا القنيطرة، يقرر أخذ الأمور بالجدية اللازمة، ومتابعة مسؤولي الفريق البيضاوي أمام القضاء، بتهم ثقيلة، منها الإخلال بالنظام العام، خصوصا أن مجريات الأمور بينت أن انتقال الجماهير من الصباح الباكر إلى الرباط، لمتابعة مباراة انطلقت في الثامنة مساء، ينم عن نية مبيتة لدى فئات من الجماهير، التي تم تجييشها لإتيان أعمال شغب، وهو ما تم بالفعل.
مباراة نهائي كأس العرش، بكل ما تحمله من حمولة تاريخية وأهمية للرياضة المغربية، خاصة أنها الكأس التي يتم منحها بإسم جلالة الملك راعي الرياضة والرياضيين في المغرب، شهدت بعض الأعمال التي تنحني لها الرؤوس خجلا، وما زاد الطين بلة هو استهجان “بعض” جماهير الرجاء للعلم الوطني، والصفير أثناء عزف النشيد الوطني، وهو ما شكل هدية مجانية لأعداء الوطن، في وقت كان مسؤولو الجامعة يقاتلون في أروقة “كاف” في أبيدجان من أجل المغرب.