عاش البيت الطنجاوي على وقع تقلبات قوية زادت من سوء الأوضاع المخربة والمبعثرة، بعدما أقدم محمد الشرقاوي رئيس نادي إتحاد طنجة على تقديم استقالته “فايسبوكيا” في ساعات متأخرة من يوم الأحد 6 غشت 2023.
هذه الهزة القوية دفعت محمد مهيدية، والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، للتدخل لاقناع محمد الشرقاوي بالتراجع عن قراره والاستمرار كرئيس لنادي اتحاد طنجة، بعد التزامه بتوفير الضمانات المالية لتسديد الأحكام والنزاعات بغرض تأهيل اللاعبين الجدد الذين تعاقد معهم الفريق الطنجاوي خلال الميركاتو الصيفي الجاري.
هذه الاستقالة جاءت بعد ضغوطات كبيرة عاشها الشرقاوي خلال الفترة الأخيرة، بعد غياب الدعم والمساندة في مرحلة حرجة وأزمة مالية خانقة من أكبر مظاهرها عقوبة المنع من التعاقدات بمبلغ أحكام يفوق 4 ملايير سنتيم.
أزمة اتحاد طنجة هي أزمة مدينة بأكملها، أزمة بوابة المغرب نحو أوروبا، أزمة فريق عريق يقترب عمره من العقد الثامن، أزمة فريق يملك واحدا من أفضل الملاعب الوطنية، أزمة رجالات خذلوا السفينة الزرقاء وتركوها تتخبط بين أمواج الديون والنزاعات فكادت أن تغرق في يم القسم الثاني لولا همة وحب وغيرة رجل اسمه “محمد الشرقاوي”، من قرر القفز إلى السفينة وآمن بإمكانية إنقاذ ما يمكن انقاذه رغم أن المهمة كانت شبه مستحيلة.
ما قام به الشرقاوي رفقة اتحاد طنجة في إياب موسم 2022/2023 سيبقى خالدا في كتاب تاريخ البطولة الاحترافية، من فريق بنقطتين عند انتهاء النصف الأول من الدوري إلى فريق يضمن مكانه قبل جولة من نهاية الرحلة وبكيفية رائعة.
لكن ما كل مرة ستسلم الجرة، وإذا لم تفتح قنوات الدعم من كبريات الشركات الطنجاوية وإذا لم يستفق أصحاب القرار ويمدوا يد العون للشرقاوي ومكتبه المسير فإن الموسم المقبل سيكون تكرارا لما عاشه الفريق خلال الموسم الماضي وبسيناريو أسوء، وقد تكون الضربة القاضية التي سترمي فارس البوغاز في حفرة مظلمة يصعب الخروج منها.
هي رسالة واضحة لكل طنجاوي غيور على اسم “اتحاد طنجة” و “عروس الشمال”، فالمنطقة الشمالية تستحق فريقا قويا بمقومات كبيرة وفي مرتبة مرتفعة، وجماهيره الوفية التي ظلت السند والداعم رقم واحد في عز الأزمة تستحق أن تفرح وتعيش لحظات الفخر والنصر على غرار موسم 2017/2018.