يعيش فريق مولودية وجدة بكل حمولته التاريخية وثقله في المشهد الكروي المغربي، وضعا مزريا يندى له الجبين، وذلك على بعد 11 يوما فقط من انطلاق منافسات الدوري الاحترافي.
حال أول بطل لكأس العرش الغالية لا يسر العدو قبل الصديق، فالنادي يعيش على وقع الأزمة منذ سنوات، لكن الحال هذا الموسم تفاقم وبلغ مراحل جد متقدمة، بعدما تخلى الجميع عن المولودية الذي يعيش أصعب فتراته.
الفريق الوجدي يعاني من قلة الكفاءات، هذا هو الظاهر من عنوان الغلاف، فبالرغم من توفر المدينة والجهة على رجال أعمال ومسيرين محنكين، إلا أن الفريق حاليا يجد نفسه بدون ربان لسفينته، بعدما استقال المكتب المسير للنادي خلال الجمع العام الأخير.
هوار قاد سندباد الشرق بحمولته التاريخية الكبيرة إلى الحضيض، ليس على المستوى الرياضي بل على المستوى التسييري، ليقفز من سفينة المولودية، ويشاهدها تغرق في سواحل العشوائية، إذ يجد النادي حاليا نفسه بدون فترة تحضيرية على بعد 11 يوما من انطلاق الدوري، ناهيك عن هجرة جماعية للاعبين، الذين فسخو عقودهم عبر الجامعة.
ووجد لاعبو مولودية وجدة أنفسهم في حيرة، بعد أن حاولوا الاتصال بعدد من مسؤولي الفريق دون الرد على مكالماتهم، الأمر الذي دفع بعضهم إلى اللجوء إلى لجنة النزاعات لفسخ العقد، مستغلين عدم توصلهم بمستحقاتهم المالية.
ويعيش ممثل الشرق وضعا استثنائيا، بعد أن قرر محمد هوار تقديم استقالته، لتتكلف لجنة خاصة بالتحضير للجمع العام، علما أنها إلى حدود اللحظة لم تحدد أي موعد لانتخاب رئيس جديد.
مولودية وجدة الذي أعطى للكرة الوطنية والمنتخب المغربي أسماء بصمت تاريخ الكرة، على غرار سي سعيد، محمد الفيلالي، كمال سميري وغيرهم من اللاعبين، يعيش مصيرا مجهولا، وهو ما يحز في النفس، خاصة أنه ليس ببعيد عن وجدة، يعيش الممثل الآخر لجهة الشرق نهضة بركان، أزهى عصوره وهو ما نتمناه للفريق الأخضر، الذي كان وسيظل مرجعا تاريخيا في الكرة الوطنية.
وضعية مولودية وجدة تستدعي تدخلا عاجلا لاحتواء الأزمة المالية، ومعها متابعة دقيقة من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة الاحترافية، لأن الحلول الترقيعية ستعود بالفريق الوجدي إلى نفس النتيجة مستقبلا.
الجامعة كونها الجهاز الأعلى سلطة في الكرة والعصبة بمسؤولياتها تجاه الأندية، يجب أن تخرج بخارطة طريق مستعجلة لإنقاذ الفريق المرجعي، والاشراف على تنظيم وإعادة هيكلة النادي، على المستوى المالي والإداري، لكن كل هذا يجب أن يعرف أولا بادرة من البيت الوجدي والغيورين على النادي.
المولودية كغيره من الأندية المرجعية داخل الكرة الوطنية، يعيش وضعا حرجا وصعبا يقربه من الإفلاس، نداؤنا هنا سنوجهه للجهات المسؤولة من فعاليات المدينة ومسؤولين عن القطاع الرياضي في مدينة وجدة، وعلى رأسهم السيد والي الجهة، أنقذوا المولودية من العابثين، إرحموا عزيز قوم ذل.