وحط المنتخب المغربي الرحال، الأربعاء الماضي، بالبلاد الواقعة جنوب شرق آسيا لخوض غمار كأس العالم، التي ستجري فعالياتها في الفترة ما بين 10 نونبر الجاري و2 دجنبر المقبل، حيث تحدوه رغبة أكيدة في الذهاب إلى أبعد حد ممكن في المسابقة، وبالتالي تكريس الإنجازات غير المسبوقة التي حققتها كرة القدم الوطنية في السنوات الأخيرة.
وهمت هذه الإنجازات غير المسبوقة جميع المستويات وطالت مختلف الفئات العمرية، على غرار التأهل التاريخي لـ”أسود الأطلس” إلى نصف نهائي كأس العالم 2022 في قطر، وتأهل “لبؤات الأطلس” إلى نهائي كأس إفريقيا للأمم 2022، وثمن نهائي كأس العالم للسيدات 2023 في أستراليا ونيوزيلندا، بالإضافة إلى تتويج المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة بلقب كأس إفريقيا للأمم 2023.
ويدرك أشبال المدرب سعيد شيبا، المتحدون في العزم على المساهمة في ملحمة كرة القدم الوطنية، جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقهم في إندونيسيا.
وسيواجه الفريق الوطني، الذي يتواجد في المجموعة الأولى التي ستجرى مبارياتها على أرضية ملعب جيلورا بونغ تومو بمدينة سورابايا، منتخبات بنما والإكوادور والبلد المضيف إندونيسيا.
وسيكون اللقاء الأول للمنتخب الوطني ضد نظيره البنمي، الجمعة المقبل، بمثابة إعادة للمواجهة التي جمعت بين المنتخبين خلال نهائيات كأس 2013 بالإمارات العربية المتحدة، والتي انتهت بفوز أشبال الأطلس 4-2.
وخلال المونديال الإماراتي، وهو الوحيد الذي شارك فيه المنتخب المغربي إلى حد الآن، تصدرت العناصر الوطنية ترتيب المجموعة الأولى، متقدمة على منتخبات أوزبكستان وكرواتيا وبنما، قبل أن تنهزم في دور ثمن النهاية أمام بطل إفريقيا آنذاك، منتخب كوت ديفوار 2-1.
وضم هذا الفريق في صفوفه، سفيان أمرابط، الذي سيصبح بعد عقد من الزمن أحد صناع الإنجاز الاستثنائي الذي حققه المنتخب الوطني الأول في مونديال قطر 2022، حيث بات المغرب أول بلد إفريقي في تاريخ المسابقة يبلغ المربع الذهبي.
ويطمح أشبال أطلس إلى الذهاب إلى أبعد مما حققه زملائهم سنة 2013، لذلك ولتحقيق هذا المبتغى، يعول سعيد شيبا على مجموعة أثبتت كفاءتها خلال كأس إفريقيا للأمم الأخيرة في الجزائر (29 أبريل-19 ماي 2023).
وأنهى المنتخب المغربي خلال هذه الدورة منافسات دور المجموعات في صدارة مجموعته بست نقاط أمام منتخبات نيجيريا وجنوب إفريقيا وزامبيا، قبل أن يتجاوز في ربع النهاية منتخب البلد المضيف الجزائر بفوزه عليه 3-0.
وفي نصف النهاية، تفوق أشبال الأطلس على منتخب مالي بالضربات الترجيحية 6-5 (0-0)، قبل أن يخسروا المباراة النهائية أمام منتخب السنغال 2-1.
وحافظ سعيد شيبا على اللبنة الأساسية لهذا المنتخب، الذي خاض منافسات كأس إفريقيا للأمم 2023، والمتكونة بشكل أساسي من لاعبين محليين معززين بمواهب تمارس في الأندية الأوروبية الكبرى ومنهم آدم بوفندار (يوفنتوس-إيطاليا) ونوفل الحناش (باريس سان جيرمان-فرنسا) وأيوب شيخون (آينتراخت فرانكفورت الألماني)و الثنائي زكريا وزان وياسر العيساتي (أياكس أمستردام الهولندي).
وقال الإطار التقني المغربي عقب الحصة التدريبية للمنتخب الوطني استعدادا لمباراة الجمعة المقبل “أخذنا بعين الاعتبار اللياقة البدنية الحالية للاعبين ووضعهم من حيث الإصابات والتنافسية”.
وأضاف “حاولنا أيضا خلق التوازن في المراكز التي يمكن لكل لاعب أن يشغلها على أرض الملعب”، مشيرا إلى أن القدرة على اللعب في مراكز مختلفة كان أحد المعايير الأساسية لاختيار اللاعبين.
من جانبه، أكد الظهير الأيمن نوفل الحناش أن “طموح فريقنا هو الفوز بالمسابقة”، مضيفا أن اللاعبين “حريصون على تقديم أداء جيد خلال هذا المونديال”.
واختار الناخب الوطني 21 لاعبا للمشاركة في كأس العالم لأقل من 17 سنة، وهم حمزة جليد وطه بنغزيل ومحمد الزرهوني وعبد حميد آيت بودلال وإسماعيل بختي وسيف الدين شلاغومي وياسر العيساتي ونوفل الحناش وحمزة كوتون وفؤاد زهواني والمهدي أكومي وآدم بوفندار وأيوب شيخون ومحمد قتيبة وعمران نزيه وعبد الحميد معالي وأنس العلوي ونسيم عزاوزي وأيمن النير ومحمد حموني وزكريا وزان.
وسيتبارى في الدورة الحالية لكأس العالم لأقل من 17 سنة، 24 منتخبا في أربع مدن (جاكرتا وسورابايا وباندونغ وسوراكارتا) للظفر باللقب العالمي لهذه الفئة، علما أن القارة الإفريقية، ستمثل إلى جانب المغرب، بمنتخبات السنغال ومالي وبوركينا فاسو.