كل المؤشات باتت توحي بإفراز منافسة شرسة بين عدد من المدربين الأجانب تم التعاقد معهم على رأس مجموعة من الأندية المغربية، بمختلف انتماءاتهم لمدارس كروية تدريبية مختلفة، ومنهم من يكتشفون، لأول مرة، أجواء البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، بعيدا عن المدرسة الفرنسية التي كانت لها حصة الأسد في أوقات زمنية متفرقة سابقة.
وفي ظل مواصلة الأندية الوطنية تعاقداتها خلال الميركاتو الصيفي الحالي، فقد أعلن نادي الجيش الملكي عن التعاقد مع المدرب البولندي تشيسلاف ميشنيفيتش، خلفا للتونسي نصر الدين النابي الذي غادر الفريق العسكري، متجها صوب أقصى القارة للإشراف على كايزر شيفس الجنوب إفريقي.
وفي خطوة مفاجئة للكثيرين، أقدمت إدراة الجيش على تعيين “تشيسلاف” الذي أصبح أول بولندي يدرب بالبطولة الوطنية الاحترافية عبر التاريخ، حيث يراهن العساكر على المدرب الجديد لتحقيق النجاحات مع الفريق وخصوصا على مستوى مسابقة دوري أبطال إفريقيا، التي سيدخل الجيش الملكي منافساتها، بدءا من دورها التمهيدي.
وكما هو معلوم، فقد أنهى الجيش الملكي موسمه المنقضي خاوي الوفاض، بعد منافسة قوية بينه وبين الرجاء الرياضي في مسابقتي البطولة والكأس، واللتين كان لقباها من نصيب “النسور الخضر”، ليضرب الفريقان البيضاوي والعسكري موعدا مع منافسة من نوع آخر، خلال الموسم الرياضي المقبل، من خلال مدربيهما بصبغة أوروبية، وبجنسيتين ألمانية وبولندية.
وستكون ألمانيا ممثلة في المدرب زينباور، الذي حقق نجاحا كبيرا وغير مسبوق رفقة “النسر الأخضر”، علما أن المدرسة الألمانية، وعلى نذرتها في تاريخ البطولة المغربية، سبق لها الحضور، عبر المدرب الألماني شنايدر مدربا لفريق النهضة السطاتية والمغرب الفاسي، خلال عقد التمانينات من القرن الماضي.
ويبرز جوزيف زينباور أبرز هؤلاء المدربين الألمان على مستوى البطولة الوطنية، بعد دخوله التاريخ من أوسع الأبواب، بدليل ما حققه مع الرجاء من ثنائية للبطولة وكأس العرش، في أفق رهانه على تحقيق لقب دوري ابطال إفريقيا، الغائب عن خزائن النادي منذ موسم 2000/1999.
ومن جانبه، تعاقد نادي الوداد الرياضي مع المدرب الجنوب الإفريقي موكوينا، المتشبع بالفكر التدريبي الإنجليزي، أملا في استعادة البريق المفقود لدى الفريق الأحمر، الذي ودع موسما كارثيا، دون أن يلوي على شيء يذكر، من شأنه إسعاد جماهيره، اللهم توالي الخيبات التدبيرية والتقنية، على حد سواء.