تشهد الساحة الرياضية التونسية ظاهرة مقلقة تتمثل في هجرة عدد كبير من لاعبي كرة القدم، إلى أوروبا، وبالأخص إيطاليا، بطرق غير شرعية. هذه الظاهرة، التي تتصاعد بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، تثير العديد من التساؤلات حول الأسباب والدوافع التي تدفع هؤلاء الرياضيين إلى اتخاذ مثل هذه الخطوة المصيرية والمخاطرة بحياتهم.
فيوم أمس صدم الشارع الرياض التونسي بهجرة حارسي كرة قدم إلى إيطاليا بطريقة غير شرعية، . وذلك بعدما نشر الحارس عزيز السلامي، صورة على حسابه في موقع إنستغرام، ، على متن قارب مائي، وإلى جانبه حارس مرمى ثان هو عبد القادر العيادي، تظهر وصولهما إلى إيطاليا يوم السبت .كما نشر تدوينة كتب فيها : “الحمد لله”.
بل أضاف تدوينة أخر ى، هاجم فيها وكلاء اللاعبين، في إشارة واضحة إلى أنه تعرض لعراقيل عديدة دفعته إلى اتخاذ قرار الهجرة، علماً أن السلامي هو ابن الاتحاد الرياضي بتطاوين التونسي، ولعب سنوات طويلة مع الفريق وشارك معه قبل عامين في مرحلة التتويج بالدوري المحلي، لأول مرة في تاريخ النادي.
تعد ظاهرة هجرة اللاعبين التونسيين إلى الدوريات الأوروبية ظاهرة معقدة تتأثر بمجموعة من العوامل الاقتصادية والمهنية والشخصية. فالفجوة الشاسعة في الأجور بين الدوري التونسي والدوريات الأوروبية، بالإضافة إلى محدودية فرص التطور المهني في تونس، تشكل دافعًا قويًا للعديد من اللاعبين للبحث عن مستقبل أفضل في الخارج. كما أن الحلم الأوروبي الراسخ في أذهان اللاعبين التونسيين، فضلاً عن الضغوط النفسية التي يتعرضون لها في تونس، تساهم في تعزيز رغبتهم في الهجرة. هذه الظاهرة لها آثار سلبية على اللاعبين والأندية والمنتخب الوطني التونسي.