تعتبر قضية اللاعب الدولي المغربي أنور الغازي مع نادي ماينز الألماني واحدة من أبرز القضايا التي شغلت الرأي العام الرياضي والإنساني في الشهور الأخيرة. فقد تجاوزت هذه القضية حدود المستطيل الأخضر لتصل إلى صميم القضايا الإنسانية والسياسية، مما أثار جدلاً واسعًا حول دور الرياضيين في المجتمع، وحقوق الإنسان، وحرية التعبير.
وبدأت الأزمة عندما عبّر الغازي عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني في صراعهم، وذلك من خلال منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا التعبير عن الرأي، الذي اعتبره البعض مجرد رأي شخصي، اعتبره نادي ماينز الألماني انتهاكًا لبنود العقد، مما دفعه إلى اتخاذ إجراءات تأديبية وصلت إلى حد فسخ العقد.
في المقابل لم يقبل الغازي هذا القرار، ولجأ إلى القضاء الألماني، مدعياً أن فسخ العقد كان تعسفياً وغير قانوني، وأن حقه في حرية التعبير قد انتُهك. وبعد معركة قانونية طويلة، قضت المحكمة لصالح الغازي، وألزمت نادي ماينز بدفع تعويضات مالية ضخمة. حيث أمر الحكم النادي بدفع راتب الغازي عن الأشهر التسعة الماضية، بإجمالي 1.7 مليون يورو. وقال الغازي لموقع “ذا أتلتيك” إنه تلقى دفعة تبلغ 1.5 مليون يورو من ماينز، في ما يتعلّق بفصله.
الغازي الذي انتقل إلى كارديف سيتي هذا الشهر، كتب على موقع “إكس”: “أودّ أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر ماينز على أمرين. أولاً، على المكافأة المالية الكبيرة، والتي سيُستخدم 500 ألف يورو منها لتمويل مشاريع للأطفال في غزة”.
وأضاف: “آمل بأن يجد ماينز، رغم محاولاته الفاشلة المتكرّرة لتجنّب دفع المبلغ المستحق، العزاء في معرفته بأنه ساهم مالياً من خلالي في محاولة جعل الحياة أكثر احتمالاً بالنسبة إلى أطفال غزة”.
وتابع: “ثانياً، على محاولة إسكاتي، وهذا ما جعل صوتي أعلى وأكثر وضوحاً من أجل المضطهدين والذين لا صوت لهم في غزة”.