من يشاهد الصورتين لأول وهلة، يظن أن الأمر يتعلق برياضيين من بلدين مختلفين، البدلة الرياضية هي الفيصل في الحكم الأولي، لكن إذا سردنا الحكاية ستتضح الأمور لننفض الغبار عن سنوات من الحيف تعيشه فئة من الرياضيين في بلد يعتبر الأجمل في العالم…
الزمن 2020، بتقويم كورونا والحدث الألعاب البارالمبية بطوكيو، والمناسبة لحظة ينتظرها المغاربة ليعزف نشيد الوطن ويصعد الأبطال على البوديوم.
لكن العار الذي تحكيه الصور أن الأبطال المغاربة، الذين تحدوا الإعاقة ورفعوا أثقالا على أثقالهم، لم يجدوا بدلة موحدة تختلط ألوانها بألوان العلم.
صعد عبد السلام حيلي وأمين الشنتوف المنصة، ورأيناهما بلباس يليق بمستوى الحدث والذهب الذي رصعا به مسارهما، ورفع ترتيب المغرب بين مصاف الدول.
وغير بعيد عن حلبة ألعاب القوى، كان هناك منتخب وطني للمكفوفين قارع كبار العالم من الأرجنتين إلى البرازيل، ليضع قدمه وسط الأربعة الكبار. هزم الصين، ليحقق مرتبة ثالثة توجته بالنحاس الأولمبي.
لكن لحظة التتويج كانت صادمة، إثر صعودهم بألوان لا تمت لألوان الوطن بصلة. بدلة يبدو من النظرة الأولى أن أهل الحل والعقد توجهوا على عجل إلى أقرب سوق صيني واقتنوها، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ولتكون الصورة غريبة على المشاهد الذي تمنى أن يرى الأحمر والأخضر، كما وقف المنتخب البرازيلي بالأصفر الذي يزين علمه وكذا الأرجنتيني الذي حفظنا ألوانه.
فرحة لم تكتمل … وكان البؤس باديا عليها بذلك اللون الأسود الذي غلف أحلامهم، كما غلف العمى أبصارهم… هل قدرهم أن يعيشوا في ظلام، ثم نوشحهم بسواد لم يروه .. لكن ما رأيناه وتأسفنا على حيف وظلم يعيشه هذا المنتخب الذي لا يقبل بغير الانتصار بديلا في الأدغال الإفريقية والبطولات العالمية. ألم يحن الوقت لنراهم ببصيرتنا … وينالوا من المسؤولين أو من يتصدرون المشهد الرياضي المكانة التي يستحقونها…
دعوا الفرحة تكتمل .. فما وقع بطوكيو وصعود المتوجين ببدلتين مختلفتين يعني رغبة ممن رافق الأبطال أن ينتهي مشوراهم في البداية .. ويتهناو من صداع الراس… والله أعلم بالنوايا..