اعتبرت صحيفة “لاديرنيير أور – لي سبور” المديرة العامة للاتحاد الدولي للدراجات، المغربية أمينة لعناية، من بين النساء الأكثر تأثيرا في الرياضة العالمية، مشيرة إلى مساهمتها في تغيير ثقافة ممارسة وتدبير هذه الرياضة وأن تحقيق المناصفة بين الجنسين أصبح من أولوية الأولويات لدى الاتحاد الدولي للعبة.
وكتبت الصحيفة البلجيكية أن أول امرأة تتولى تسيير الإدارة العامة للاتحاد الدولي للدراجات في تاريخ الاتحاد الممتد على مدى أزيد من 120 عامًا، شديدة التمسك بالقيم التي يمكن أن تنقلها الرياضة التي كان لها دائمًا اهتماما بها منذ نعومة أظافرها.
ونقلت الصحيفة عن أمينة لعناية قولها #كنت بالفعل أشاهد مباريات كرة القدم وسباقات الفورمولا 1 والمسابقات الرياضية الكبرى على شاشة التلفزيون منذ سن جد مبكرة. كما أنني مارست ألعاب القوى وكنت حكمةً لكرة السلة ، لكي أسدد نفقات الحصول رخصة السياقة. كما أنني مارست السباحة و التنس ، لكن يجب أن أعترف أنه عندما انضممت إلى الاتحاد الدولي للدراجات ، لم يكن لدي اهتمام كبير بهذا النوع الرياضي، على الرغم من أنني كنت أعرف كبار الأبطال في تلك الفترة وأتابع مجريات طواف فرنسا الدولي#.
عندما ولجت أمينة لعناية هذه الهيئة الرياضية الدولية، كان الرجال يشكلون الأغلبية الساحقة، بينما
أصبحت النساء تمثلن حاليا 32٪ من أعضاء اللجان المختلفة المنبقة عن الاتحاد الدولي للدراجات.
وقالت لعناية # نحن في اتجاه مجتمعي أساسي يقود المزيد من النساء إلى تقلد مناصب المسؤولية. لحسن الحظ ، الأمور تتغير ولا أخفيكم أنني عشت في الماضي تجارب مذلة أحيانًا . إننا نريد تطوير تأنيث رياضتنا ليس على مستوى الممارسة فحسب، ولكن أيضًا على مستوى الحكامة #.
وترى أمينة لعناية أن النساء العاملات في هيئة رياضية دولية كبيرة يمكنهن أداء وظائف أخرى غير وظيفة مساعدة ، مستطردة أنه “عندما أرى ، على سبيل المثال ، ماريون روس تتولى رئاسة لجنة تنظيم طواف فرنسا للسيدات ، فإنني أصفق لها بحرارة. لدي طموحا في لعب دور سفيرة ، وأود أن أن أكون مصدر إلهام للنساء الأخريات لكي يتجرأن على الترشح لمناصب مسؤوليات أكبر .
وكانت أمينة لعناية قد أشارت في إحدى حواراتها الصحفية إلى أن ميثاقا تم اعتماده عام 2017 حدد محاور سياسة الاتحاد في مجال المساواة بين المرأة والرجل في إدارة الاتحاد ” لكننا نريد أيضًا توسيع هذه السياسة لتشمل جميع هيئات رياضة الدراجات. لقد قمنا بتعديل قوانيننا الأساسية قصد تحديد الحد الأدنى لتمثيلية كل جنس داخل الأجهزة المسيرة للاتحاد الدولي للدراجات ، والاتحادات القارية والاتحادات الوطنية#.
وتتجلى هذه المناصفة أيضا من خلال الجوائز والمكافئات المالية باحترام المساواة بين الجنسين في بطولة العالم وفي الترتيب العام لكأس العالم، مذكرة بأنه تجرى حاليًا مناقشات مع اللجنة الأولمبية الدولية لتحقيق المناصفة التامة في الألعاب الأولمبية المقررة بباريس سنة 2024.
ولم يفت لعناية، التي ضخت دماء جديدة في شرايين الأجهزة المسيرة للاتحاد الدولي للدراجات منذ تقلدها هذا المنصب، التذكير بأن خارطة الطريق الإستراتيجية للاتحاد وأجندة 2022 ، التي تتماشى مع برنامج اللجنة الأولمبية الدولية ، تؤكد الالتزام بتعزيز إشراك المرأة في تسيير دواليب رياضة الدراجات إن على المستوى الرياضي الصرف أو على مستوى الحكامة ، وتكافؤ الفرص والمساواة في مكان العمل ومكافحة كل أشكال التمييز.
وبعد أن راكمت تجربة على مستوى الممارسة بين دهاليز مكاتب المحاماة والاستشارات الدولية بباريس وسويسرا، التحقت أمينة لعناية، الحاصلة على درجة ” الماستر” في القانون الخاص من جامعة ديجون بفرنسا ، بالمصلحة القانونية للاتحاد الدولي لسباق الدراجات في 2006، لتعين بعد ذلك في منصب مديرة عامة مساعدة في 2013، ثم مديرة عامة بالنيابة في 2017.
وفي يناير 2018، أصبحت السيدة لعناية أول امرأة تتولى منصب المدير التنفيذي للاتحاد الدولي للدراجات، الهيئة الرائدة عالميا في تنظيم مسابقات الأميرة الصغيرة منذ تأسيسها في باريس سنة 1900.
وكان جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، قد هنأ أمينة لعناية إثر تعيينها في هذا المنصب وقال جلالته على الخصوص وإننا لنعرب لك عن تهانئنا لتعيينك في هذا المنصب الهام، الذي بقدر ما يعد اعترافا بما أبنت عنه طوال مشوارك المهني من حنكة وكفاءة عالية، فهو يعتبر تشريفا لوطنك،ومبعث اعتزاز للمرأة المغربية.