محمد بوحتة
لا يختلف إثنان على أن المولودية الوجدية واحد من أعمدة كرة القدم الوطنية، بتاريخه و نجومه و مساره و منطقته الشرقية الرائعة، لكن الحاضر القريب جعله يتخبط في مشاكل متعددة ويغرق في صراعات تنخر جسمه و تعيق عودته لمكانه الطبيعي.
فريق المولودية يواصل صراعه لنفض الغبار الذي غطاه في السنوات الأخيرة، لكن يدا واحدة لا تقدر على ذلك، يد الرئيس محمد هوار التي تحاول إصلاح ما دمرته السنوات و أوصلت الفريق لوضع كارثي بمشاكل تسييرية و مادية عديدة.
هوار نجح في حل العديد من المشاكل المادية و تسديد الديون المتراكمة و القيام بانتدابات عديدة ومهمة كنوح وائل السعداوي، آدم النفاتي، اسماعيل خافي و غيرهم من الأسماء التي دفعت الفريق للأمام و تقديم مستويات رائعة خصوصا الموسم الماضي بعدما كانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق مقعد مؤهل لكأس الكونفدرالية الإفريقية، وحلوا في المركز الخامس، في انتظار تأكيد مشاركتهم في الكأس العربية.
انتماء هوار إلى عائلة رياضية محبة لكرة القدم ولفريق مولودية وجدة بالخصوص، دفعته لقيادة السفينة بموارده الخاصة، وسط أجواء مشحونة و صعبة من أجل إخراجها إلى بر الأمان.
كل ما حصل في فارس الشرق في السنوات الأخيرة كان بمجهود فردي من رئيسه، محمد هوار، الذي ينفق من ماله الخاص و يتكلف بأغلبية مصاريف الفريق، في ظل غياب مستشهر أو محتضن يدعم النادي، إضافة إلى ضعف الدعم من مجلسة جهة الشرق و الذي لا يتجاوز 100 مليون سنتيم في السنة، وهو المبلغ الذي لا يكفي لتسديد منحة توقيع لاعب واحد.
المولودية ليس فريق هوار وحده، هو فريق الجهة الشرقية عامة و مدينة وجدة خاصة، لذا وجب تظافر الجهود و حشد الهمم لمساعدة هذا النادي العريق ليعود إلى مكانه الطبيعي بين كبار البطولة، فتخبطه في أسفل ترتيب الدوري الاحترافي قد يعيده إلى متاهة المعاناة و دوامة المشاكل التسييرية و المادية.