يبدو أن فريضة الصيام أصبحت جزء لا يتجزأ من عالم الساحرة المستديرة، وفي الوقت الذي أصبحت فيه اللعبة الأولى على مستوى العالم، ويستمتع الجميع بممارستها ومشاهدتها على حد سواء، بات الجميع يترقب شهر رمضان الكريم، من أجل معرفة خطط الأندية في هذا الشهر، خاصة انه يتصادف حلوله مع بعض البطولات المحلية والقارية وأيضا وصلت إلى الكرة العالمية .
ويشهد قيام اللاعبين في مختلف الأندية بالصيام بالتزامن مع خوض مباريات مع أنديتهم التي يتواجدون في صفوفها، جدلا واسعا، إذ حدثت بالفعل احتجاجات ضد صيام اللاعبين بسبب خسارة مباريات هامة نتجت عن قلة مجهود اللاعبين الصائمين.
“رمضان لم يأت في الوقت المثالي”.. هكذا كان تعليق المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، والذي أثار غضبا كبيرا بين مسلمي إيطاليا، عام 2009، حين علق على أداء الدولي الغاني سولي علي مونتاري، الذي تمسك بصيامه في شهر رمضان ليكون أحد أبرز هؤلاء اللاعبين الذين عانوا من تلك الأزمة، خلال موسم 2009-2010، تحت قيادة المدرب البرتغالي مورينيو.
وخلال المباراة التي شهدت مشاركة علي مونتاري، بشكل أساسي في المباراة التي جمعت بين انتر ميلان وباري، قرر المدرب البرتغالي ان يخرج اللاعب المذكور بعد مرور 28 دقيقة فقط من المباراة، معلقا على أداء اللاعب “الضعيف” بسبب الصيام، ليستمر عناد جوزيه مورينيو، إذ استبعده من التشكيلة الأساسية للمباراة التالية أمام ميلان في ديربي مدينة ميلانو الإيطالية.
وانتقالا إلى منافسات المونديال، تحديدا إلى 2014، إذ لعبت بعض مباريات كأس العالم في البرازيل أثناء شهر رمضان، أحدها كان لقاء ألمانيا والجزائر في دور الـ16، واختلفت ردود أفعال المدربين أمام إصرار اللاعبين، وقد اختار مدرب منتخب فرنسا ديدييه ديشامب، ان لا يتدخل مؤكدا أنه “لم يطلب شيئا” من لاعبيه المسلمين، وقال: “هذه أمور حساسة ودقيقة، وليس لدي ما أطلبه، أحترم كل الديانات، واللاعبون معتادون على الصوم واللعب وليس هذا الوضع جديدا، كما لست قلقا لأن الجميع سيتأقلم مع الأمر”.
وفي المقابل، قررت رابطة الدوري الإنجليزي لكرة القدم، قواعد من أجل مراعاة صيام اللاعبين المسلمين أثناء المباريات التي يشاركون بها، إذ هناك اتفاقا مع قادة الأندية بالسماح لزملائهم بأخذ استراحة بسيطة وتوقف المباراة أثناء تنفيذ ركلة المرمى أو رمية التماس ليتمكن الصائمون من الإفطار، وذلك بالاتفاق مع الحكام قبل بداية اللقاء.