يجد الكثير من اللاعبين أنفسهم بين فريضة الصيام ومطرقة العقود التي وقعوها مع أنديتهم، والتي تكلف اللاعب الكثير في حالة تقصيره أو تراجع الأداء في الملعب، وخلال شهر رمضان الكريم، يرتفع سقف التحديات أمام اللاعبين، فمع إصرارهم على الصوم بالتزامن مع خوض المباريات يثير هذا الأمر جدلا واسعا، حتى إن بعضهم يفقد فرصة اللعب أو حجز مكان أساسي في فريقه، بدعوى عدم قدرته على الصمود أمام إرهاق الصيام والمشاركة في المباريات ذات المستويات العالية.
ويلعب عدد كبير من اللاعبين المسلمين في القارة العجوز، وأبرزهم نجم تشيلسي الدولي المغربي المعتزل، حكيم زياش، ونجم النادي الفرنسي باريس سان جيرمان، المغربي أشرف حكيمي، وثنائي هجوم ليفربول المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني، ودائما في الدوري الإنجليزي الممتاز لدينا الدولي الجزائري لاعب مانشستر سيتي، رياض محرز، ولاعب ريال مدريد كريم بنزيما، وغيرهم كثير.
وخلال ليالي رمضان المبارك ، فالأضواء كلها تسلط على حكام الأندية الأوروبية، وكيف يتعاملون مع اللاعبين المسلمين داخل المستطيل الأخضر، ومن خلال هذا التقرير سوف نسلط الضوء على الدوري الألماني لكرة القدم، إذ أول مرة في تاريخ البوندسليغا توقف مباراة لإفساح المجال للاعب مسلم صائم للإفطار قبل مواصلة اللعب. هذه المبادرة من قبل الحكم ماتياس يولينبيك لاقت استحسان الكثيرين، بينهم أيضا المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا.
وحدث هذا الأمر لأول مرة في ألمانيا، خلال الأسبوع المنصرم، عندما أوقف الحكم ماينز وأوغسبورغ المباراة قليلا، من أجل تمكين قائد فريق ماينز موسى نياكاتي من الإفطار بأشياء بسيطة مع موعد الآذان، ولكي يقدر على إكمال المباراة، ليحقق مقطع الفيديو الذي يظهر لاعب ماينز موسى نياكاتي وهو يفطر وبجانبه زميله حارس المرمى مشاهدات عالية بلغت أزيد من مليوني مشاهدة وأعيد مشاركة الفيديو على تويتر 17 ألف مرة.
وعلى عكس البوندسليغا التي يحدث فيها هذا الأمر لأول مرة، فإن الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم قد اعتاد على مثل هذه المبادرات الإنسانية؛ إذ تم الموسم المنصرم من التوصل لاتفاق غير رسمي بين قادة الأندية الإنجليزية بإتاحة الفرصة للاعبين المسلمين للإفطار في أول توقف للعب بعد الغروب.