يشهد تاريخ عالم الساحرة المستديرة المغربية على أسماء العديد من الأندية الكبيرة التي ذاع صيتها وفازت بألقاب إلا أنها اليوم أصبحت في خبر كان، وبينما كانت تنافس أمام كبار الأندية وردد أسماءها جمهور كبير في المدرجات، وساهمت إلى حد كبير في صنع مجد كرة القدم الوطنية.. هي اليوم اصبح الجميع يتحدث عنها بصيغة الماضي وتوقف نبضها.
اليوم الحديث عن نادي المغرب التطواني لكرة القدم، بدأ مسيرته عند نشأته في الأقسام الجهوية؛ لكنها تعثرت بفعل قدوم الحرب الأهلية، ثم سلك طريقا متصاعدا مع قدوم خوليو باريس الأب لرئاسته عام 1946، حيث نقله في 6 سنوات من القسم الثالث إلى القسم الأول من الليغا، ولم يكن ذلك بالأمر الهين بالنظر إلى المسافات التي كان على النادي أن يقطعها للعب في الميادين الإسبانية وما يتطلبه الأمر من مصاريف صعب توفيرها في مدينة من حجم مدينة تطوان وقتها لهذا، قضى النادي موسما واحدا بالقسم الأول، وعاد إلى القسم الثاني حيث ظل يلعب أدورا طلائعية إلى غاية رحيله صيف سنة 1956.
تمكن النادي من انتشال نفسه من البطولة الجهوية الإسبانية فرع شمال المغرب، وكانت تسمى بداية، الجامعة الإسبانية-المغربية التابعة للجامعة الإسبانية، وأسست يوم 13 يناير 1931، وكان مقرها بسبتة السليبة، تأسست هذه الجامعة تحت هذا الاسم بداية؛ لكنها ستسمى انطلاقا من سنة 1938 بالجامعة الجهوية لشمال إفريقيا، وستسمى بعد استقلال المغرب، بـ”جامعة إفريقيا الشمالية لكرة القدم” ومقرها بسبتة السليبة دائما مع مندوبية بمليلية السليبة إلى غاية سنة 1986، حيث ستتغير التسمية ويتم التخلي عن مصطلح شمال إفريقيا.
وفي أواخر العشرينات وبداية الثلاثينات من القرن الماضي، كانت حافلة بالنشاط الوطني على جميع المستويات، بحيث كانت هناك صحوة فعلية لمغاربة المدن، ومن بينهم مغاربة تطوان (أنشطة اقتصادية عصرية ونقابية وحقوقية وثقافية…)، نادي الاتحاد المغربي التطواني الذي سيختصر باسم المُغرب التطواني كان نشطا بدوره وقد فاز بكأس تطوان سنة 1931 وكان قد لعبها ضد فرق إسبانية متواجدة آنذاك.
نادي أتلتيكو تطوان الإسباني، وقتها، تحول إلى نادي لكل الجمهور التطواني، بمن فيه المغربي؛ ذلك أنه اجتذب، مع دخوله الأقسام الوطنية والاحتراف، أشهر الأندية واللاعبين إلى ملعب فاريلا Varela، الذي تمت إعادة بنائه في شكله الحالي في أواخر الأربعينيات، كما أنه توفر على بعض اللاعبين الذين سيصبحون دوليين فيما بعد وسيلعبون في أندية كبرى ك”ليسميس الذي لعب لريال الكؤوس الأوروبية الخمس، وراموني”، إدارة النادي ضمت عددا جد قليل من المغاربة المسلمين طيلة ال23 سنة من وجوده.
ويملك “الماط” في جعبته لقبين للدوري في 2012 و2014، ومنذ هذا التاريخ غاب عن منصات التتويج وتراجع بشدة، حتى وصل به الحال إلى الصراع من أجل البقاء وتفادي الهبوط، إلا انه لم ينجح في هذه المهمة بعدما ودع قسم الكبار، بعد احتلاله على المركز ما قبل الاخير في ترتيب البطولة الوطنية الاحترافية “إنوي ” الأول (2020-2021 )، عقب إجراء الدورة ال30 والتي جمعت بينه وبين نادي نهضة بركان، في المباراة التي جمعتهما على أرضية ملعب الأب جيكو في الدار البيضاء.
ويصارع اليوم نادي المغرب التطواني لكرة القدم، من أجل العودة بين نجوم القسم الأول وذلك بعد مكوثه موسما واحدا بالقسم الوطني الثاني، إذ أصبح صعود النادي التطواني رهينا فقط بهزيمة رجاء بني ملال أمام الاتحاد الإسلامي، اليوم الأربعاء 13 أبريل، وأيضا فوزه أمام شباب بنجرير يوم الجمعة 15 أبريل، على أمل أن يكةن النادي التطواني قد تعلم الدرس جيدا واستخلص العبر، بينما بات البعض يراهن على أن يكون المغرب التطواني واحدا من المنافسين على الدرع ليعود لأمجاده، ويحرج الكبار.