انتظر عشاق الساحرة المستديرة المغربية وخاصة جماهير نادي نهضة بركان لكرة القدم، بحرقة وشغف كبيرين، منعطف عودة فريقها إلى أراضي المملكة المغربية وهو بطلا للكونفدرالية الافريقية للمرة الثانية في تاريخه واللقب التاسع في تاريخ الكرة الوطنية خلال منافسات “الـكاف”، وهي فرحة تقاسمها أطفال ونساء ورجال غمرتهم فرحة لايمكن وصفها ممزوجة بالوطنية ورد الاعتبار للكرة الوطنية وسط عمالقة القارة السمراء، وذلك بعد تحقيق رجال النادي البرتقالي انتصارا ثمينا خلال المباراة التي جمعته أمام نظيره الجنوب الافريقي أورلاندو بيراتس، بعد الفوز بركلات الترجيح 5-4 عقب نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1، في نيجيريا.
هو اللقب الثاني أضافه النادي البركاني إلى قائمة انتصاراته من هذه البطولة، وثالث الألقاب القارية في تاريخه، علما أن نهضة بركان وصل إلى نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية، للمرة الثالثة في آخر 4 سنوات، بعدما تمكن من العودة في إياب نصف النهائي بريمونتادا قوية أمام مازيمبي الكونغولي، وتمكن من اقتناص الفوز من قلب المملكة المغربية، بعد أن خسر خارج أرضه بهدف نظيف.
تتويج النادي البركاني، بلقب كأس الكونفدرالية الافريقية، والعودة من نيجيريا بطلا لافريقيا لم يكن سهل المنال وإنما هدفا تحقق بصعوبة إذ خلف آثارا نفسية عميقة على عشاق النادي والأنصار المغربية عامة، علما أن الزمالك هو من كسر هيمنة الأندية الوطنية على الفوز باللقب بعد فوزه أمام النادي البركاني خلال نهائي 2019، بالنظام القديم للنهائي، والذي كان يلعب بنظام الذهاب والإياب، ثم نجح في التتويج بالبطولة عام 2020 بعد التفوق على بيراميدز بالنظام الجديد للنهائي والذي لعب من مبارة واحدة.
ويبقى تاريخ الجمعة 20 ماي 2022، مميزا في ذاكرة الشارع الرياضي المحلي خاصة بعدما عززت الكرة الوطنية، رصيدها كأكثر دولة تتويجا باللقب القاري برصيد 7 ألقاب بواقع 2 لنهضة بركان و2 للرجاء الرياضي و1 للجيش الملكي و1 للمغرب الفاسي وللفتح الرباطي، ويليها تونس برصيد 5 ألقاب ثم الكونغو الديموقراطية ومصر برصيد لقبين لكل دولة، إلا أنه يبقى النادي البرتقالي والنسور الخضر، الفريقان المغربيان الوحيدان اللذان فازا بكأس الكونفيدرالية في مناسبتين.
وبعد العديد من النكسات المتوالية ومعاناة وأزمات داخلية للنادي البركاني، إلا أنه اليوم تمكن من ترك النزاعات جانبا والبصم على تألق قاري كبير، إذ أصبح الان مقبل على موسم رياضي قادم يحمل الكثير من التغييرات من أجل الاستعداد لموسم قوي صامد، وهو متوج ببطولة “الـكاف”، ليتمكن من المنافسة على المزيد من الألقاب، وفي الأخير هنيئا للجمهور المغربي والبركاني خاصة بلقب الكونفدرالية الثاني، والتتويج بالألوان المغربية للسنة الثالثة على التوالي.